الاثنين، 19 نوفمبر 2012

سأحدثكم عن صحة الرئيس..!!



سأحدثكم عن صحة الرئيس، فلا داعي إذاً للقلق، ولكن قبل ذلك سأحكي لكم قصة حدثت في زمن مضى، ولا تستغربوا إن حكيت لكم تلك القصة الآن، لأن فيها كل الإجابة على كل الأسئلة المتعلقة بصحة الرئيس.
ومن أراد منكم أن يعرف حقيقة الوضعية الصحية للرئيس، فما عليه إلا أن يجيب على سؤال أبي حنيفة، وأتحدى أي واحد منكم أن يجيب على سؤاله.
ولأنكم لن تستطيعوا الإجابة على سؤال أبي حنيفة، فإنه سيكون من العبث أن تكملوا هذا المقال، فإكماله لن يفيدكم في أي شيء، ولن يقدم لكم أي جديد عن صحة الرئيس.
ولأني أعلم بأن طائفة منكم على الأقل، لن تعمل بنصيحتي، وأنها ستكمل هذا المقال، فلهذه الطائفة أقول: أبشروا ففي هذا المقال ستجدون آخر أخبار صحة الرئيس، نعم ستجدون آخر أخبار صحة الرئيس.
يروى أنه كان لأبي حنيفة تلميذ ذكي، وكان من أذكى تلاميذه، وسيعرف هذا التلميذ فيما بعد بأبي يوسف القاضي.
وذات يوم مرض أبو يوسف مرضا شديدا، فزاره أبو حنيفة رفقة بعض تلاميذه، ويعد تلك الزيارة أسر أبو حنيفة لبعض تلاميذه بأنه كان يتوقع لأبي يوسف شأنا عظيما لو نجا من هذه المرض الخطير الذي ألم به.
شُفي أبو يوسف من مرضه، وأخبره بعض أصدقائه بما قال عنه الإمام، فما كان منه ـ بعد أن بلغه ثناء الإمام عليه ـ إلا أن قرر أن يفتح حلقة خاصة به في المسجد الذي يدرس فيه أبو حنيفة.
فوجئ أبو حنيفة بالحلقة الجديدة، وبهذا الشيخ الجديد، فما كان منه إلا أن سأل تلاميذه عن هذا الشيخ الجديد، فأخبروه بأن أبا يوسف قد شفي من مرضه، وأنه قد افتتح حلقة خاصة به.
ولكي ينبه الإمام تلميذه الذكي، ولكي يشعره بأن وقت التدريس لم يحن بعد، أرسل له سؤالا مع أحد التلاميذ عن رجل أعطى قماشا لخياط لكي يخيطه له ثوبا، ولكن الخياط أنكر وجود الثوب  لما جاء صاحبه يريده، فما كان من صاحب الثوب إلا أن شكى من الخياط، وبعد تفتيش وتهديد اعترف الخياط وأخرج الثوب الذي كان قد أكمل خياطته. وكان السؤال هو : هل يعطي الرجل أجرة خياطة الثوب للخياط أم لا؟
ولقد أوصى الإمام تلميذه بأن يقول لأبي يوسف لقد أخطأت، سواء قال أبو يوسف بأن على الرجل أن يعطي الأجرة، أو قال بأنه لا يعطيها.
سأترك لكم الآن الفرصة لأن تفكروا في الجواب الصحيح، وفي انتظار إجاباتكم، سأوصيكم أنا بدوري بأن تقولوا لكل من يقول لكم بأن صحة الرئيس سيئة جدا : لقد أخطأت، وأن تقولوا أيضا لمن يقول لكم بأن صحته تتحسن : لقد أخطأت أيضا.
فإذا قال لكم قائل بأن صحة الرئيس قد ازدادت سوءا، وبأنه قد أصبح عاجزا، فقولوا له : كيف تقول هذا الكلام بعد أن اعترفت المعارضة نفسها بتحسن صحة الرئيس؟
ـ وهل اعترفت المعارضة بتحسن صحة الرئيس؟
في الساعة التاسعة والثلث من مساء الجمعة نشر مراسل العربية في موريتانيا تغريدة عبر حسابه في تويتر تقول : "نقل لي صديق تحدث إلى رئيس النيجر محمد يوسفو في الهاتف قوله: وقف الرئيس وسار عدة خطوات وهو يستقبلني، بدا لي عاديا وفي صحة جيدة."
وهذه التغريدة سيؤكد مضمونها معارض شرس للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهو معارض له صلة قوية برئيس النيجر، إنه الإمام الشافعي الذي نقل عنه موقع الإخباري ما يلي :"سأقول لكم بالحرف ما قاله الرئيس محمدو يوسوف عندما خرج من عند الرئيس ولد عبد العزيز، قال لي بالحرف الواحد: لقد تلقاني ليستقبلني، وجلسنا وتحدثنا لمدة عشرين دقيقة، ثم رافقني ليودعني، وبدا لي في صحة جيدة."
هذه المكالمة تناقلتها مواقع إخبارية عديدة، ولم يصدر للإمام الشافعي حتى الآن أي نفي لما نُشر باسمه. فلماذا يطلق الإمام الشافعي هذا التصريح في مثل هذا الوقت؟ ذلك سؤال سأترك الإجابة عليه إلى وقت آخر.
هذا الخبر أكده أيضا موقع "أنفاس"، وهو موقع معارض، وذلك من خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية النيجري، قال فيه الوزير للموقع بأنه لم يلاحظ على الرئيس عزيز  أي علامة من علامات الإعياء أو المرض،  مما يدل على أن وضعه تحسن كثيرا، وقال الوزير  بأن اللقاء كانت مدته نصف ساعة.
وكان موقع أنفاس قد نشر سابقا بأن أسرة الرئيس ولد عبد العزيز قد وزعت بعض السيارات الفاخرة على بعض المشايخ والرقاة إثر التحسن الملاحظ على صحة الرئيس.
كل هذه الأخبار التي تؤكد أن صحة الرئيس في تحسن، هي من مصادر معروفة بمعارضتها للرئيس، ورغم ذلك فإن الوصية لازالت قائمة: إذا  قال لكم قائل بأن صحة الرئيس تتحسن فقولوا له لقد أخطأت في القول.
وإن قال لكم أيضا بأنها تحسنت، فقولوا له لقد أخطأت..
في مساء السبت نشرت بعض المواقع أن رئيس حزب "تواصل" قد أقسم على عجز الرئيس، في مهرجان نظمه حزبه، فكيف يقسم رئيس حزب تواصل على عجز الرئيس دون أن يكون متأكدا ذلك؟
ومن ذا  الذي أكد لرئيس حزب تواصل أن الرئيس قد أصبح عاجزا حتى يقسم أمام أنصاره على عجز الرئيس. تلك أسئلة سنؤجل أيضا الإجابة عليها، المؤكد أني لو كنت مكان رئيس حزب "تواصل" لما أقسمت مثل قسمه.
ومن قبل رئيس حزب "تواصل"، قال رئيس حزب "حاتم" بأن الرئيس لن يتمكن من العودة من قبل أربعة أشهر، وبالطبع فإن هذا الكلام سيبقى كلام معارضة، وسيظل دائما محل شك خصوصا إن تحدث بشكل سلبي عن الرئيس. ذلك شيء لا يمكن إنكاره، ولكن ألا يكفي هذا الكلام لاستفزاز أصحاب نظرية تحسن صحة الرئيس، ليقدموا دليلا واحدا على تحسنها؟ ولماذا لم يصوروا الرئيس وهو يمارس الرياضة أو يسير جنب الرئيس النيجري ويعرضوا تلك الصورة عبر قنوات الإعلام الرسمي؟
ومهما يكن من أمر فصحة الرئيس أصبحت متجاوزة، فنحن إن صدقنا بأن صحته قد ساءت، وأنه قد أصبح عاجزا فهذا يستوجب طي صفحته نهائيا. وإن صدقنا بأن صحته تتحسن، فهذا يفرض علينا أن نطرح السؤال التالي: لماذا تصر الجهات الرسمية ـ أو الصديقة إذا شئتم ـ على حجب هذا التحسن عن المواطنين؟
والإجابة على هذا السؤال تقول بأن الجهات الرسمية أو الجهات الصديقة قد طوت هي بدورها صفحة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولكن الخلاف بين المعارضة والجهات الصديقة هو أن المعارضة تريد أن يعلن عن طي الصفحة في أسرع وقت ممكن، أما الجهات الصديقة، فإنها تريد أن يتم التأجيل إلى آخر وقت ممكن، لترتيب بعض الأمور، أو أنها تنتظر قدوم الرئيس ليعلن هو بنفسه عن طي صفحته، كما أعلن ذات أربعاء مثير عن بدئها.
لقد قرر الرئيس محمد ولد عبد العزيز ذات أربعاء مثير بأن يصبح رئيسا للبلاد فكان له ما قرر، وتبعه كثير من الأنصار، وربما يقرر أيضا الرئيس، وفي يوم قد ترونه قريبا، وأراه أكثر قربا،  بأن ينسحب من الرئاسة، وبالتأكيد فإن قرار الانسحاب لن يكون أقل إثارة من قرار الانقلاب.
وسيبقى أبلغ تعبير عن التذبذب الحاصل حول أخبار صحة الرئيس، هو ما نقله موقع الوطن في يوم الجمعة الماضي، حيث نشر الموقع  في زوال ذلك اليوم خبرا تحت عنوان : "احتمالات عودة الرئيس قبل الـ28 نوفمبر أصبحت كبيرة"، ولكن نفس الموقع، وبعد ذلك بأقل من ست ساعات نشر خبرا يفند ذلك الخبر، وكان  تحت عنوان : وفق مصادر "الوطن" من باريس: الرئيس لن يستطيع العودة قبل ذكرى الاستقلال.
ويبقى هذا التذبذب الحاصل حول صحة الرئيس، وحول تاريخ عودته، هو لسان حال الجميع بدءا بالوزير الأول، وانتهاء بالعبدلله.
نسيت أن أقول لكم بأن الجواب الصحيح في مسألة أبي حنيفة، هو أن صاحب الثوب يعطي الأجرة للخياط إن كان الخياط قد فصَّل الثوب على مقاس صاحب الثوب، مما يعني بأنه لم يفكر في سرقة الثوب إلا بعد أن أكمل خياطته. أما إذا كان الثوب قد فُصَِل على مقاس الخياط فلا أجرة للخياط، لأن ذلك يعني بأنه كان قد نوى سرقة الثوب من قبل البدء في خياطته.
تصبحون على خبر يقين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق