الجمعة، 31 مارس 2017

كفاكم تلذذا بمعاناة طلابنا في الجزائر وتونس

لا أخفيكم بأني كنتُ أتوقع أن يتحسن حال الطلاب الموريتانيين في الخارج وفي الداخل في عهد وزير التعليم العالي الحالي، ولكن الذي حدث هو أن حال الطلاب قد ازداد سوءا في عهد هذا الوزير، ويمكنني أن أقول ـ وبكل اطمئنان ـ بأننا أمام أسوأ وزير للتعليم العالي عرفته موريتانيا  في العقود الأخيرة.
كنتُ أتوقع بأن حال الطلاب سيتحسن كثيرا في عهد الوزير الحالي، وذلك لأسباب عديدة منها أن معالي الوزير  ينحدر من أسرة فقيرة وكان قد درس في الخارج  مما يعني بأنه يعرف جيدا  ما معنى أن يُحرم الطالب في الخارج  من منحته لعدة أشهر.  ومن هذه الأسباب أيضا أن معالي الوزير كان قد قضى فترة من عمره وهو ينتقد الأداء الحكومي ويناضل في صفوف المعارضة.

الاثنين، 27 مارس 2017

خاص بعقلاء الموالاة

هناك أمور لافتة تحدث في هذه البلاد، بعضها قد حدث في نهاية عهد سابق، ويتكرر الآن، وبعضها يحدث لأول مرة، وإن هذه الأمور التي يمكن أن نلخصها في جدول (7 x 7 )، لتستحق في مجملها التأمل من كل عقلاء الموالاة، وأقول عقلاء الموالاة.
أشياء تحدث لأول مرة
1 ـ لم نتعود في هذه البلاد أن يقول الشيوخ لا للنظام الحاكم، فإذا بهم وقد قالوا: (33 لا) مزلزلة للمشهد السياسي..
2ـ لم نتعود من رجال الأعمال أن يعارضوا الأنظمة الحاكمة، فإذا برئيس اتحاد أرباب العمل، وإذا ببعض كبار رجال الأعمال في فسطاط المعارضة..
3 ـ  لم نتعود من الفقهاء والأئمة أن ينتقدوا السلطة فإذا بنائب الإمام الجامع وإذا بالوزير الفقيه ينتقدان السلطة بحدة غير معهودة .

الخميس، 23 مارس 2017

"الدبابة رقم 38"


تابعتُ ـ كغيري من المهتمين بالشأن العام ـ المؤتمر الصحفي للرئيس محمد ولد عبد العزيز وقد خرجت بجملة من الملاحظات لعل من أهمها:
انقلاب 22 مارس
 لا خلاف على أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمتلك خبرة كبيرة في الانقلابات العسكرية، وتمتد هذه الخبرة من فجر الأربعاء الموافق 03 أغسطس 2005، ويبدو أنها لم تتوقف عند صبيحة الأربعاء الموافق 06 أغسطس 2008.
لقد أصبح من الواضح جدا بأن الرجل لا يريد أن يتوقف عن تنفيذ الانقلابات العسكرية، ولذلك فها هو يختار أيضا يوم أربعاء ليعلن عن انقلاب عسكري جديد، يتشابه كثيرا مع انقلاباته السابقة، حتى وإن كان يختلف في بعض التفاصيل الصغيرة. في هذا الانقلاب الجديد قرر الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يقرأ البيان الأول من خلال مؤتمر صحفي، وقرر أن يمتطي دبابة من ورق لتنفيذ انقلابه الجديد، ودعونا نطلق على هذه الدبابة "الدبابة رقم 38".
لقد قرر الرئيس الخبير في الانقلابات العسكرية أن يصنع من المادة 38 من الدستور الموريتاني دبابة، وقرر أن يدوس بهذه الدبابة على قرارات مجلس الشيوخ الذي صوتت أغلبيته ب"لا" على التعديلات الدستورية.

الثلاثاء، 21 مارس 2017

إلى الرؤساء مسعود وبيجل وولد أمين


 إلى الرئيس مسعود
اسمحوا لي يا سيادة الرئيس أن ألفت انتباهكم إلى أنكم ومنذ سنوات لم يعد لديكم من شغل إلا استهلاك ما ادخرتم من رصيد سياسي ونضالي ثمين جمعتموه بشق الأنفس خلال العقود الماضية.
أيها الرئيس لقد استطعتم خلال عقود من النضال السياسي والحقوقي أن تبنوا مجدا كبيرا فارتقيتم في أعلى السلم، سواء تعلق الأمر بسلم الشريحة أو بالسلم الوطني، فأصبحتم تعدون بفعل نضالكم الطويل المناضل الأول على مستوى الشريحة، و السياسي الأبرز على المستوى الوطني.. هكذا كان حالكم، وإلى وقت قريب، ولكن يبدو أنكم قد قررتم ولأسباب لم أستطع فهمها أن تخربوا بأيديكم ما بنيتم من مجد سياسي كبير خلال العقود الماضية. فلماذا تفعلون ذلك يا سيادة الرئيس؟ ولماذا تقبلون بأن يجعل منكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لعبة بين يديه يستخدمها في حواراته الأحادية وفي تعديلاته العبثية للدستور؟ ألم يرفض الرئيس محمد ولد عبد العزيز الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية لما طلبتم منه ذلك في وقت كان يعتقد فيه بأن بإمكانه أن يمرر تلك التعديلات عن طريق البرلمان، واليوم لما تأكد من استحالة ذلك فقد بدأ في التفكير في الاستفتاء الشعبي فهل ستوافقون على هذه المهزلة الجديدة أم أن ضميركم سيصحو كما صحت ضمائر الشيوخ، وستقولون له هذه المرة : لا..لا ..لا لن أكون لعبة في يديك.
أيها الرئيس والمناضل الكبير انتبهوا إلى أنفسكم فقد استهلكتم في السنوات الأخيرة رصيدكم السياسي الكبير الذي جمعتم خلال عقود من الزمن، ولقد أصبح رصيدكم وحسابكم النضالي يقترب من اللون الأحمر، فارفعوا البطاقة الحمراء في وجه الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فبذلك وحده سيكون بإمكانكم أن توقفوا النزيف الذي تتعرض له مدخراتكم النضالية، وبذلك وحده سيكون بإمكانكم أن تختموا تاريخكم النضالي والسياسي بخاتمة سياسية حسنة.

السبت، 18 مارس 2017

ملاحظات سريعة على زلزال السابع عشر من مارس



(1)
أراد الرئيس أن يصوت ثلثا أعضاء الشيوخ بنعم لصالح التعديلات الدستورية فإذا بما يقترب من الثلثين (33 شيخا) يصوت بلا ضد التعديلات..لو كان رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية قد جاء من خلال عدم الحصول على النصاب القانوني، أي بعدم تصويت الثلثين بنعم، أو جاء بتصويت عشرين شيخا على الأكثر بلا لشكل الأمر صدمة قوية، ولكن أن يأتي الرفض من 33 شيخا، أي ما يقترب من الثلثين، فهذا يعني بأننا أمام صدمة أكثر من قوية.
(2)

الخميس، 16 مارس 2017

رسالة إلى الشيوخ : اقرؤوها من قبل الانتحار


في يوم الجمعة الموافق 17 مارس 2017 سيمنحكم التاريخ فرصة نادرة لن تتكرر أبدا، سيمنحكم التاريخ وهو البخيل في منح الفرص فرصة لن تتكرر أبدا، فهل ستستغلون هذه الفرصة لصالح أنفسكم ولصالح مجلسكم ولصالح بلدكم أم أنكم ستضيعونها، فتجلبوا لأنفسكم ولمجلسكم عارا لن يمحى أبدا، وفوق ذلك كله فإنكم ستفتحون على بلادكم باب شر سيكون من الصعب جدا إغلاقه.
أيها الشيوخ إن أمامكم فرصة نادرة جدا فلا تضيعوها..
أيها الشيوخ على كل واحد منكم ومن قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على نفسه وعلى مجلسه أن يطرح السؤال التالي : لماذا انتحر؟

الأحد، 12 مارس 2017

رسائل الحادي عشر من مارس


رسائل عديدة وواضحة وغير مشفرة أبرقتها الجماهير الغفيرة التي خرجت في الحادي عشر من مارس في واحدة من أضخم المسيرات التي نظمتها المعارضة الموريتانية في السنوات الأخيرة. هذه الرسائل التي أبرقتها مسيرة الحشد الأكبر توجد الآن في صناديق بريد مختلفة، ويبقى السؤال : هل سيتم تجاهل هذه الرسائل أم أنها في هذه المرة ستحظى بالقراءة وبالرد المناسب؟
رسالة في صندوق بريد الرئيس
لعل الرسالة الأهم من بين هذه الرسائل هي تلك التي وضعت في صندوق بريد الرئيس، وهي الرسالة التي تقول بلغة سياسية فصيحة وصريحة جدا بأن الشعب الموريتاني يرفض العبث بدستوره، ويرفض ـ وبكل مكوناته وأعراقه ـ تغيير علمه الوطني.
اللافت في مسيرة الحشد الأكبر أن حجم الحضور كان مميزا من حيث الكم والكيف، ولاشك أن المخابرات التي كانت تبرق الرسائل من داخل المسيرة قد أبرقت في هذه المرة رسالة تقول بأنها لاحظت وجود مشاركين في هذه المسيرة لم تتعود رؤيتهم في مثل هذه المسيرات. إن التهديد بتغيير العلم الوطني قد استقطب جمهورا جديدا إلى ساحات الاحتجاج، كما أنه قد استقطب جمهورا آخر وجره أكثر إلى قضايا الشأن العام. يمكنكم أن تلاحظوا بأنه في الأيام الأخيرة قد عبر فقهاء وشخصيات ثقافية وفنية بالإضافة إلى شخصيات سياسية كانت ـ وما زالت ـ تحسب على الموالاة عن رفضها لتغيير العلم، وتعبير هؤلاء عن رفضهم لتغيير العلم بالإضافة إلى خروج جماهير غفيرة في مسيرة حاشدة في يوم حار للتعبير عن رفضها لتغيير العلم، إن كل ذلك ليؤكد بأن التعديلات الدستورية قد تم رفضها شعبيا، وبأن الشعب الموريتاني قد قال كلمته الحاسمة في هذا الموضوع، وبأنه لم تعد هناك أي حاجة لتنظيم استفتاء شعبي من أجل معرفة رأي الشعب الموريتاني حول التعديلات الدستورية.

السبت، 11 مارس 2017

خطٌ أحمر!


قلت لهم : إن المواطن جائع
قالوا : سنطعمه من ثمرات الخط الأحمر
قلتُ : إن الناس قد أخرجها العطش من ديارها
قالوا : أبشر يا هذا، سيفيض الماء إن نحن رفعنا في السماء علما يعلوه خط أحمر
قلتُ: إن المرضى في بلادنا يبحثون عن الدواء 
قالوا : سيشفون ببركات الخط الأحمر
قلتُ: إن البطالة تفتك بالشباب، فأين الوظائف وأين تجديد الطبقة السياسية وأين تمكين الشباب؟
قالوا : لا بطالة بعد اليوم، ولمن أراد من الشباب عملا فليفتح ورشة لتزيين الأعلام بالخط الأحمر

الأربعاء، 8 مارس 2017

درسٌ في الجغرافيا السياسية


"جمهورية الخطين الأحمرين"هي جمهورية ناشئة يحدها من الأعلى خط أحمر ومن الأسفل خط أحمر.
الجمعية الوطنية ل"جمهورية الخطين الأحمرين" يحدها من الشرق عساكر ومن الغرب عساكر ومن الشمال عساكر ومن الجنوب عساكر..يعني أن الجمعية الوطنية ل"جمهورية الخطين الأحمرين"  قد أصبحت ثكنة عسكرية محاطة بالعسكر، ففي "جمهورية الخطين الأحمرين" فإن العسكر هو من يحمي نواب الشعب من الشعب الذي انتخبهم!

الاثنين، 6 مارس 2017

برقيات سريعة إلى نائب محترم



(1)
أيها النائب المحترم تذكر جيدا بأنك في يوم السابع من مارس من العام 2017 ستتاح لك فرصة قد لا تتكرر أبدا، ففي هذا اليوم الذي سيكون له ما بعده ستكون أمام حالة فريدة من نوعها، حالة ستتيح لك وفي غمضة عين أن ترفع نفسك مكانا عليا في سلم الوطنية أو تهوي بها في الدرك الأسفل من الذل والهوان.  أيها النائب المحترم  ستتاح لك  في يوم الثلاثاء 7 مارس الفرصة لأن ترفع نفسك أو تذلها، ولك الخيار فماذا ستختار؟
(2)

السبت، 4 مارس 2017

لنزحف إلى البرلمان


من مصائبنا في هذه البلاد أنه كل ما جاءت أمة لعنت الأمة التي سبقتها، وكلما جاء حاكم جديد لعن من سبقه من الحكام، ولذلك فلم يكن غريبا أن تتجاهل الأنظمة التي جاءت من بعد "ولد الطايع" داء الأمية الذي ما يزال يعاني منه ـ وإلى يوم الناس هذا ـ نصف الشعب الموريتاني، ولذلك فلم يكن غريبا أيضا أن يستحدث الرئيس الحالي قطاعا أمنيا جديدا، وأن يهمش قطاعا أمنيا آخر وهو قطاع الشرطة، ولأسباب مزاجية تتعلق بالأساس بخلافه مع رئيس سابق كان قد تولى إدارة هذا القطاع لفترة طويلة من الزمن.