الأحد، 18 نوفمبر 2012

القصاصة (11)/ أرنب يطلب استشارة!!!



في "مدرسة الغابة" المتخصصة في تعليم وتدريب الحيوانات، لم يوفق الأرنب ـ وللمرة الثالثة ـ من تجاوز سنة أولى ابتدائي من قسم السباحة.
كان في كل عام يفشل في امتحان التجاوز، وفي العام الثالث، وبعد الرسوب الثالث، قرر الأرنب أن يذهب إلى "البوم الحكيم" طلبا للاستشارة والنصح.
ولما عرض الأرنب الفاشل مشكلته على "البوم الحكيم"، ما كان من حكيم الحيوانات إلا أن التفت إلى الأرنب الفاشل، وقال له يا بني إذا كنت تريد النجاح في المدرسة فعليك أن تذهب الآن وتسجل في قسم الجري و السباق بالمدرسة.
استجاب الأرنب الفاشل لنصيحة "البوم الحكيم" وسجل في قسم الجري والسباق، وفي العام الأول نجح الأرنب متفوقا، أما في العام الثاني فقد تمكن الأرنب من أن يصبح هو "الطالب" الأكثر شهرة في قسم الجري والسباق بمدرسة الغابة المتخصصة في تعليم وتدريب الحيوانات.
الأرنب فشل في بداية دراسته في "مدرسة الغابة"، لأنه حاول أن ينجح في تخصص لا يتناسب مع قدراته وإمكانياته التي أودعها الله فيه، وهذا يحدث كثيرا معنا نحن البشر، فتجد الكثير منا يسعى لأن ينجح في مجالات لا تتناسب مع قدراته وإمكانياته الذاتية.
صحيح أنه بكثير من المثابرة والجهد يمكننا أن ننجح في مجالات لا تناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا، لأنه لا مستحيل أمام الإصرار وقوة الإرادة، خصوصا إذا كان ذلك الإصرار بحجم إصرار أصحاب "المزرعة السعيدة" الذين لم تتوقف دعواتهم لي إلى اللعب رغم ردودي السلبية المتكررة.
لا مستحيل مع الإصرار، ولكن علينا أن نعلم بأننا لن نتميز إطلاقا في تلك المجالات التي لا تتناغم مع قدراتنا وإمكانياتنا، فبإمكان أي واحد منا أن ينجح في مجال غير موهوب فيه، ولكنه يقينا لن يتميز ويبدع إلا في مجال موهبته.
ثم إن الوقت والجهد الذي قد ننفقه لكي ننجح في مجالات لا تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا وموهبتنا، قد يكفينا خمسه أو سدسه لكي نصبح متميزين ومشهورين في مجالات أخرى تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا.
فلماذا ننفق وقتا وجهدا كبيرا لتحقيق نجاح متواضع، وغير مضمون، في مجال ما، في الوقت الذي كان فيه بإمكاننا أن نحقق نجاحات عظيمة بجهد وبوقت أقل لو استثمرنا ذلك الوقت والجهد المهدور في مجالات تتناسب مع قدراتنا وإمكانياتنا؟
أعتقد أن هذا السؤال يستحق منا إجابة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق