الأحد، 11 نوفمبر 2012

القصاصة (5) / أين المشكلة يا ترى؟



أعرف الكثير من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من أن ينجحوا في أي مجال من مجلات اهتماماتهم، رغم أنهم يملكون ثقة عالية في أنفسهم، ويملكون قدرات وإمكانيات هائلة في مجال اهتماماتهم، وفوق ذلك تحيط بهم ظروف شبه مواتية لكي ينجحوا في مجالاتهم...
لكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من النجاح ...فأين المشكلة يا ترى؟
تراهم يجربون حظوظهم في مجال، ثم ينسحبون إلى مجال آخر من قبل أن يحققوا شيئا، ثم يجربوا ثالثا، وهكذا....
وفي بعض الأحيان تراهم قاب قوسين أو أدنى، تكاد أيديهم أن  تلامس النجاح، ثم يقررون فجأة الانسحاب، كأن كل واحد منهم قد وقع معاهدة عداوة مع نفسه.
هل هم حقا أعداء لأنفسهم؟
قد يقول لك  أحدهم بأن كل شيء يشارك في مؤامرة كبيرة تحاك ضده، الكل يتآمر عليه: أنتَ، الناس، الأصدقاء، الحكومة، المناخ، الاستعمار، سيارات الأجرة، الانترنت، الجيران، زملاء العمل، عابري السبيل، ولكنه ينسى دائما بأنه هو من يتآمر حقا على شخصه الكريم.
يقال إن الفاشلين هم أولئك الذين ينسحبون عندما يقتربون جدا من النجاح..هذه الطائفة من الناس هي كذلك، فالواحد منها ينسحب دائما كلما اقترب كثيرا من النجاح.
أتعرف ما هي مشكلة هذا النوع من البشر؟
أعتقد أن مشكلة هؤلاء هي : قصر العمر الافتراضي لحماسهم، حماسهم يموت بسرعة من قبل أن يوصلهم إلى الهدف الذي كانوا يسعون لتحقيقه.
دائما يخذلهم حماسهم في اللحظات الصعبة والمفصلية من حياتهم.
مشكلة هؤلاء أن حماسهم يكون قويا جدا في بداية تنفيذ أي مشروع، ولكنه يضعف شيئا فشيئا من قبل أن يختفي تماما في تلك اللحظة الحرجة التي تسبق لحظة نجاح المشروع...
ولهؤلاء ـ ولا أحسبك منهم ـ أهدي كلمة قالها "تشرشل" الذي قاد بريطانيا في لحظة حرجة من تاريخها: إن النجاح هو قدرتنا على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن نفقد الحماس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق