عند حدود الساعة الواحدة من ليلة البارحة، حدثت على شارع مسعود فاجعة جديدة، تمثلت في حادث مؤلم، لا يختلف في مأساويته عن سلسلة الحوادث المميتة التي صُدِمنا بها خلال الأيام والأسابيع الماضية، لا يختلف عنها إلا في بعض التفاصيل الصغيرة التي لا تقلل من حجم مأساويته.
لقد خسرنا، في فترة وجيزة، أسرا كاملة بسبب حوادث سير مميتة، وكانت حصيلة تلك الحوادث في المجمل ثقيلة، بل ثقيلة جدا، وكان ألمها أكبر من أن تحيط به كلمات في منشور عابر .
قبل ثلاثة أيام، نظمنا في حملة "معًا للحد من حوادث السير" زيارة لجرحى الحادث المأساوي الذي وقع يوم الإثنين الماضي على طريق الأمل، وتحديدًا عند الكيلومتر 90. حادث أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة ( الأم والزوجة والبنت)، وإصابة ثلاثة آخرين (الأب وهو ضابط شاب قادم من تدريب في إسبانيا، وابنة خالته القادمة من تكوين في قطر وابنه الصغير)، وهذه التفاصيل قدمها لنا بعض أقارب الضحايا خلال زيارتنا لهم في المستشفى العسكري.
توفيت الأم والزوجة والبنت نسأل الله تعالى أن يرحمهم جميعا، وأصيب الابن وابنة الخالة بجروح، وهما في تحسن ولله الحمد، بينما نُقل الأب إلى المغرب للعلاج، نسأل الله له الشفاء العاجل.
أما فاجعة البارحة على شارع مسعود، فقد كانت من نوع مختلف، لكن نتيجتها كانت مشابهة. سيارة تعطل محركها، فطلب صاحبها المساعدة من بعض الشباب لدفعها، وكان الوقت متأخرًا حيث يزيد بعض سالكي الطرق من السرعة بشكل لافت ومقلق. فجأة وأثناء دفع السيارة من طرف أشخاص كانوا في المطعم الذي تعشى فيه صاحب السيارة، حدثت الفاجعة، حيث قدمت سيارة مسرعة جدًا، ودهست من كانوا يدفعون السيارة المتعطلة. انقلبت السيارة المتعطلة من قوة الاصطدام، وتهشمت أرجل من كانوا يدفعون السيارة، ونزفت منها دماء غزيرة.
ثلاثة أشخاص فارقوا الحياة بشكل شبه فوري: أخ مالك المطعم، وابن أخته، وأحد العمال في المطعم، بينما تحدث شهود مساء اليوم لموفد الحملة من موقع الفاجعة عن وفاة سيدة رابعة كانت في السيارة المسرعة.
رحم الله من فقدناهم في هذا الحادث الأليم، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين.
إن هذه الحوادث – رغم اختلاف تفاصيلها – تكشف لنا بوضوح خطورة التهاون في قواعد السلامة الطرقية، خصوصًا في الساعات المتأخرة من الليل، وعند تعطل السيارات على الطرق الفاقدة للإنارة. وتبقى السرعة المفرطة في هذا الحادث وفي غيره من الحوادث الأخرى هي الخطر الأكبر الذي يزهق الكثير من الأرواح.
خففوا السرعة يرحمكم الله...
لا تتركوا السيارات متوقفة في الظلام دون إشارات تحذيرية أو إنارة مناسبة.
أنيروا الشوارع ليلا..
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع
#معا_للحد_من_حوادث_السير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق