بدءا نشكركم على اهتمامكم وتعليقاتكم على هذا "الالتزام العلني" الذي أطلقناه في حملة معا للحد من حوادث السير ، ويسعدنا أن نتابع تفاعلكم، حتى لو تضمن بعض التعليقات القليلة، التي حاول أصحابها التشكيك أو التقليل من قيمة هذا الالتزام.
إن وجود نقاش حول هذا الالتزام العلني يؤكد أهمية الموضوع الذي نطرحه، وهو السلامة الطرقية، ويؤكد أيضًا أننا نجحنا في إثارة اهتمامكم.
إن الهدف من هذه المبادرة ليس نشر قائمة بأسماء عدد من الأشخاص. لو كان هذا هو هدفنا، لكان بإمكاننا أن نطلق أي مبادرة أخرى أقل عمقا وأكثر سطحية. هدفنا أعمق وأشمل: أن نحول قضية السلامة الطرقية من مجرد نصائح نظرية تُلقى على السامعين إلى ممارسة عملية يلتزم بها الأفراد على مرأى ومسمع من الجميع.
إننا نؤمن أن القدوة هو الأقدر على التأثير، وعندما يرى الناس قامات في مجتمعنا من علماء، ووزراء سابقين، ونواب، وعمد، وإعلاميين، ومدونين يلتزمون طوعا وعلنا بسرعة محددة، فإنهم سيدركون أن هذه المبادرة ليست مجرد شعار، بل هي مسؤولية شخصية يلتزم بها من وقع عليها.
أما بالنسبة لمن يقلل من قيمة هذا الالتزام ويراه مجرد "عرض أسماء"، فإننا نقول له إن الالتزام الطوعي والعلني يتطلب شجاعة وقناعة حقيقية.
إن الشخص الذي يلتزم طوعا وعلنا أمام الناس، يضع نفسه في موضع تحدٍ حقيقي: فهو إما أن يفي بوعده ويحترم كلمته، فيصبح قدوة في هذه الجزئية، وإما أن يتراجع فيخسر مصداقيته.
إن الالتزام العلني بهذا الشكل ليس سهلاً، بل هو تحدٍ يُلزم به الشخص نفسه أولا، ذلك أن إغراءات زيادة السرعة أثناء القيادة ستبقى قائمة دائما في كل سفر ((خلق الإنسان من عجل)).
نحن لا ندّعي أن هذا الالتزام سيقضي على حوادث السير ، ولا ندّعي أنه هو الحل الوحيد، ولا الحل الأكثر مثالية، ولكننا في المقابل نؤمن أنه خطوة أساسية ومهمة جدا، بل إنه قد يشكل نقلة نوعية في التعامل مع ملف السلامة الطرقية، فينقلها بالنسبة للموقعين على هذا الالتزام من خانة الحديث النظري إلى خانة الفعل الميداني.
لذلك، فكان عليكم بدلا من التشكيك في جدوى المبادرة، أن تسألوا أنفسكم: ما هو البديل المتاح؟ وماذا قدمنا نحن للمساهمة في إنقاذ الأرواح التي تزهق بشكل شبه يومي على الطرق؟ وماذا تقترحون لتحويل السلامة الطرقية من مجرد شعارات تُردد إلى التزام حقيقي يمارسه كل واحد منا على الطريق؟
إن كانت لديكم مبادرة أفضل، فسنكون أول من يدعمها في الحملة، وإلى أن تظهر تلك المبادرة، فستبقى مبادرتنا "الالتزام العلني والطوعي بسرعة محددة" خطوة عملية قابلة للتنفيذ، تتيح لكل واحد منا سائقا كان أو راكبا، أن يساهم في الحد من السرعة المفرطة، والتي تعتبر هي السبب الأول في حوادث السير المميتة في بلادنا.
الصورة من نقاش توعوي مع بعض سائقي وكالات تأجير السيارات في يوم عيد.
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع
#معا_للحد_من_حوادث_السير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق