السبت، 9 أغسطس 2025

إلى المتحاملين والمثبطين مع التحية..


منذ سنوات،  ونحن في حملة معا للحد من حوادث السير نسعى لإطلاق قافلة توعوية تجوب كل الطرق الحيوية في موريتانيا، ولكننا لم نجد أي جهة توفر لشباب الحملة حافلة صغيرة، وكم كبير من المطويات والملصقات والقصاصات الإرشادية لتوزيعه على المستهدفين.

ومنذ سنوات أيضا، ونحن نعرض صورا لنصب توعوية مأخوذة من شوارع هذه الدولة أو تلك، ونطلق النداءات للجهات المعنية بتثبيت نصب توعوية على طريق الأمل، أو أي طريق آخر، لعلها توقظ ضمير سائق، أو تردع مستعجلا، قبل أن يزهق أرواحا بشرية، لكن، وللأسف الشديد، لم  تجد تلك النداءات أي صدى.

مقترح توعوي يجمع بين الدنيا والآخرة

منذ أيام فقط، وبعد تزايد حوادث السير بشكل مقلق جدا، مع أن حجمها كان مقلقا دائما، نشرنا على حساب الحملة، وحسابات بعض نشطائها منشورا تحت عنوان: "مقترح توعوي يجمع بين الدنيا والآخرة"، افتتحناه بقول جلَّ من قائل: [ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا]، وجاء في هذا المقترح التوعوي: "في زمن تنفق فيه أموالٌ طائلة على حملات تسويقية تافهة، نقترح على التطبيقات البنكية والمؤسسات الوطنية الاستثمار في حملة توعوية وإنسانية هادفة، تتمثل في تشييد نصب توعوي على طريق الأمل، في المكان الذي وقع فيه الحادث الأليم الذي تسبب في وفاة 6 أشخاص من أسرة واحدة نسأل الله تعالى أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته".

بعد نشر الإعلان، وتوزيعه تلقينا اتصالا من جهة مستعدة لتحمل تكاليف تشييد النصب، والحق يُقال فإن الجهة المتصلة، لم تشترط ولم تطلب بوضع  شعارها على النصب التوعوي.

نحن في الحملة هم من بادر بذلك، لسببين اثنين: أولهما أن هناك جهة تولت تكاليف تشييد النصب فأظهرنا شعارها على النصب، وثانيهما أننا نريد أن نخلق تنافسا إيجابيا بين المؤسسات الخاصة في تسويق منتجاتها من خلال تبني ورعاية عمال نافعة، كالمشاركة في حملات توعوية جادة قد تساهم في الحد من حوادث السير التي تحصد يوميا الأرواح على مختلف محاور شبكتنا الطرقية.

إننا في الحملة على استعداد تام  للتعاون مع أي مؤسسة أخرى، لتثبيت نصب توعوي حول خطورة السرعة، أو أهمية وضع حزام الأمان، أو تجنب التحدث في الهاتف أثناء القيادة، بل والتعاون معها في أنشطة توعوية أخرى، ولدينا العديد من الأفكار التي قد تساهم في توعية الناس، وفي إظهار هذه المؤسسة أو تلك على أنها تنفق على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، بدلا من ظهورها، وهي تنفق فقط على الحملات التسويقية التافهة، التي لا تنفع الناس، وإنما تنفع التافهين فقط، من خلال الترويج للتفاهة والميوعة.

وكم يسرنا أن تقوم مؤسسات أخرى بحملات توعية لإنقاذ أرواح الناس دون أي شراكة مع حملة معا للحد من حوادث السير، فلو أن مؤسسة ما بادرت بتوفير سيارة إسعاف في منطقة نائية، ووضعت شعارها على سيارة الإسعاف تلك، فإننا في الحملة لن نتردد في الترويج لتلك المؤسسة، وذلك لإدراكنا بأن ما قامت قد ينقذ نفسا بشرية، حتى وإن كان يتضمن محتوىً تسويقياً لتلك المؤسسة.

إننا ندرك أن التسويق الذكي، لا يقتصر على إعلان مليء بالموسيقى الصاخبة، أو الضحك المصطنع، أو إبراز التفاهة والتافهين كنجوم مجتمع، وإنما يتمثل في إظهار هذه المؤسسة أو تلك، وهي تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية، وتنفق الأموال على لإنقاذ حياة الناس، ولوقف النزيف على الطرق.  

نشكر كل أولئك  الذين أشادوا بفكرة هذا النصب التوعوي الأول من نوعه في موريتانيا، وهم كُثر جدا ولله الحمد، أما القلة المتحاملة التي حاولت أن تشوه هذا العمل، وتثبطنا في الحملة، فهؤلاء نعدهم بالمزيد من الأفكار الإبداعية، وبالمزيد من العمل الميداني على الأرض، فذلك هو أسلوبنا الوحيد في الحملة للرد على المتحاملين والمثبطين، وقد استخدمنا هذا الأسلوب منذ أول يوم نزلنا فيه إلى الميدان للتوعية حول خطورة حوادث السير، وسنستمر في استخدامه بعد مرور تسع سنوات من الأنشطة الميدانية التي لم نجد فيها إعانة من أي أحد، ومع ذلك فلم يتوقف عنا فيها تثبيط المثبطين، ولا تحامل المتحاملين.

إن المثبطين والمتحاملين هم قوم كسالى لا يقومون بأي فعل أو عمل ينفع الناس، ولكنهم ـ وهذه هي المفارقة العجيبة ـ يتحولون إلى كتلة من النشاط والحيوية عندما يرون الآخرين يقومون بما ينفع الناس، يتحولون إلى كتلة من النشاط لا للمساعدة فيما ينفع الناس، بل لتثبيط الآخرين والتحامل عليهم حتى يتوقفوا عما يقوموا به من عمل نافع.

صورة أثناء تشييد النصب التوعوي ..

#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع 

#معا_للحد_من_حوادث_السير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق