لقد تعودنا
منذ مدة أن نستيقظ في كل يوم على حماقة جديدة، ولكن ورغم ذلك فلم نكن نتوقع أن
الحماقات ستتطور بهذه السرعة المفزعة والمخيفة لدرجة أن يتجرأ شاب موريتاني لأن
يشكك من خلال مقال بائس وحاقد في عدل النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن يتهمه
بالعنصرية أو بالتمييز بين المسلمين على أساس النسب.
ويحك يا هذا،
ومن ذا الذي يعدل إذا لم يعدل النبي صلى الله عليه وسلم؟!
ويحك يا هذا،
ومن ذا الذي يستطيع أن يذيب الفوارق الطبقية والاجتماعية بين الناس، إذا لم يذبها
النبي صلى الله عليه وسلم؟!
ويحك يا هذا،
لقد خسرت الدنيا والآخرة، بما خطت شمالك في مقالك المسيء، هذا إذا لم تسارع إلى التوبة
من ذنبك العظيم.
ويحك يا هذا،
إن ما كتبت شمالك لا يستحق ردا، ولكن مع ذلك لابد من تسجيل ملاحظتين لهما علاقة
بردود الأفعال على المقال المسيء.
الملاحظة
الأولى: لقد كان موقف أسرة آهل لمخيطير
الفاضلة من إساءة ابنها موقفا شهما ونبيلا، وكذلك كان موقف حراك لمعلمين من المقال
المسيء. كان بإمكان هذه الأسرة الفاضلة أن تدعي بأن ابنها يعاني من مرض نفسي، وهو
ما تحدث عنه البعض، ولكن الأسرة اختارت أن تتخذ موقفا حازما وحاسما فتبرأت من
الابن ومن جرمه. أما حراك لمعلمين فقد سارع بعض نشطائه للتنديد بالمقال المسيء
وبكاتبه، فكانوا بذلك من أوائل من ندد بالمقال المسيء.
الملاحظة
الثانية: وإذا كانت عائلة صاحب المقال المسيء بالنسب قد اتخذت موقفا مشرفا ونبيلا،
وإذا كانت عائلته النضالية أو الحقوقية (حراك لمعلمين) قد اتخذت هي بدورها موقفا
مشرفا ونبيلا، إلا أن العائلة الفكرية والسياسية لصاحب المقال المسيء قد فشلت حتى الآن
في أن تتخذ موقفا مشرفا ونبيلا من المقال المسيء، بل على العكس فقد سارع بعض شباب
اليسار إلى الدفاع عن صاحب المقال المسيء، ولقد طالب أولئك الشباب بأن يكون الرد
على المقال المسيء وعلى كاتبه، في إطار الرد بالأفكار على الأفكار، وكأنه قد جاء
في المقال المسيء أفكار تستحق أن يرد عليها
بأفكار.
لقد كان على
شباب اليسار بوصفهم يمثلون العائلة الفكرية والسياسية لصاحب المقال المسيء أن
يسارعوا للتنديد بالمقال المسيء وبكاتبه، كما فعلت العائلة بالنسب، وكما فعلت أيضا
العائلة بالنضال، ولكن أولئك الشباب تقاعسوا عن ذلك إلا قلة قليلة جدا منهم،
وليتهم اكتفوا بالتقاعس، وليتهم لم يتورطوا في الدفاع عن صاحب المقال المسيء.
لقد أخطأ بعض
شباب اليسار عندما حاول أن يختزل المشهد،
وأن يصوره على أساس أنه مجرد صراع بين بعض نشطاء اليسار مع بعض نشطاء التيار
الإسلامي، والحقيقة أن الكثيرين ممن لم ينتموا يوما للإسلام السياسي كانوا هم أول
من سارع للتنديد بالمقال المسيء وبكاتبه.
وإذا كان
أولئك الشباب قد تعودوا على أن يتهموا خصومهم من الإسلاميين بأنهم يحاولون احتكار
الدين، فإنهم اليوم، وبموقفهم الخاطئ هذا، قد منحوا لخصومهم الحق في احتكار الدفاع
عن الدين وعن مقدساته، وذلك لكونهم قد صنفوا كل من ندد بالمقال المسيء بأنه ينتمي
إلى الإسلام السياسي رغم أن الحقيقة ليست كذلك.
على من ينتسب
لليسار أن يتخذ موقفا حازما وصريحا من المقال المسيء، وذلك حتى لا تكبر الشكوك
وتتسع. كما أنه على حزب اتحاد قوى التقدم، وهو الحزب الذي احترمه، أن يصدر بيانا
صريحا وقويا وسريعا للتنديد بما جاء في المقال المسيء من أباطيل تسيء لكل مسلم
يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حفظ الله
موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق