الأربعاء، 15 يناير 2014

تصفيق هندي !!

صفق الموريتانيون بأياديهم وبأرجلهم، صفقوا شعرا وصفقوا نثرا، صفقوا سرا وصفقوا علانية، صفقوا بالغدو وصفقوا بالآصال، صفقوا بالعربي الفصيح، وصفقوا بالفرنسي الصريح، وهاهم اليوم يصفقون بالهندي الكسيح.
لا حدود لتصفيق الموريتانيين..
لا حدود لإبداعهم إذا ما تعلق الأمر بالتصفيق..
لا حدود لعبقريتهم إذا ما تعلق الأمر بالتصفيق..

ففي هذا البلد المصفق بفطرته، صفق العلماء وصفق الجهلاء، صفق البسطاء وصفق الوجهاء، صفق الرجال وصفقت النساء، صفق الأغنياء وصفق الفقراء، ومن قبل كل أولئك صفق الشعراء، ومن بعدهم  أيضا سيصفق الشعراء.
لا أحد في هذا البلد يستطيع أن يحول بين الشعراء مع التصفيق، ولو كان لأحد أن يتمكن من ذلك لكان الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي كان هو الرئيس الوحيد الذي تجرأ على أن ينتقد الشعر والشعراء في وضح النهار، وبأقسى العبارات..
بالغ الرئيس عزيز في نقد الشعر والشعراء فبالغ الشعراء في التصفيق له، لدرجة أن أحدهم ابتدع نمطا جديدا من التصفيق بالشعر الهندي.
جاء الرئيس إلى مدينة ولاتة، جاءها وهي غارقة في الهموم والمشاكل، جاءها وهي تعاني من الإهمال والتهميش، وقد كان من المفترض أن لا يسمع في هذه المدينة إلا شكاوى وأنين سكان هذه المدينة المنسية، فإذا به يمدح ببيت من الشعر الهندي.
لم يكن من المتوقع أن نسمع تصفيقا في مدينة ولاتة، تلكم المدينة المنسية، اللهم إلا إذا كان تصفيقا على الطريقة "التبتية" لا على الطريقة الهندية.
ففي التبت يستخدم التصفيق لطرد الأرواح الشريرة، ولذلك فقد استقبل التبتيون المحتل الانجليزي بالتصفيق الحار، وهو تصفيق فسره المحتل الانجليزي بأنه للترحيب بهذا المحتل، وذلك من قبل أن يكتشف الانجليز بأنه كان تصفيقا لطرد أرواحهم الشريرة من إقليم التبت.
ونحن هنا في هذا البلد بحاجة شديدة إلى تصفيق على الطريقة التبتية، لا على الطريقة الهندية، أي إلى تصفيق يطرد كل الأرواح المصفقة التي ترافق الرؤساء في زياراتهم حتى ولو كانت تلك الزيارات لمدينة كولاتة تعاني من العزلة والعطش، ولم يكن من المتوقع أن تزورها تلك الأرواح المصفقة.
وتبقى أمنية:
ليتنا نحظى في هذه البلاد برئيس يحارب التصفيق والمصفقين.

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق