الثلاثاء، 7 يناير 2014

الآن، والآن فقط، حان وقت التبرع!!


يا من خرجتم لاهثين إلى التلفزة لتتبرعوا للمنتخب الوطني، لِم لا تخرجون الآن لتتبرعوا لفقراء حي المرفأ الذين التهمت الحرائق أكواخهم وأعرشتهم المتواضعة؟
يا من سارعتم لتضعوا أموالكم في كف السلطان، لِم تباطأتم الآن، ولِمَ لم تسارعوا إلى حي المرفأ، وذلك  لكي تضعوا قليلا من أموالكم في يد الرحمن فينميها لكم؟

يا من تزاحمتم أمام مبنى التلفزيون ليشاهدكم الناس وأنتم تتبرعون، لِمَ لا تسارعون الآن ليراكم ربكم وأنتم تتصدقون على فقراء حي المرفأ؟
أين أنتَ يا وزير التوجيه الإسلامي؟ وأين الخمسمائة ألف التي سارعت بالتبرع بها للمنتخب الوطني، فَلِم لا تتبرع الآن بنصفها أو بثلثها أو بربعها لفقراء حي المرفأ الذين شردتهم الحرائق؟
وبماذا ستجيب ربك يا سيادة الوزير إذا سألك عن السبب الذي جعلك تسارع بالتبرع للمنتخب الوطني ولا تسارع بالتبرع لفقراء حي المرفأ؟
فهل أعددت يا سيادة الوزير جوابا لذلك السؤال؟
وأين أنتم يا بقية الوزراء؟
وأين أنتَ يا شيخ أطار يا من تبرعت بالملايين للمنتخب الوطني؟
وأين أنتَ يا مدير اسنيم؟ وأين أنتم يا بقية المدراء؟
وأين أنتم يا رؤساء الأحزاب؟
وأين أنتم يا من صحبتم أبناءكم لتربوهم على النفاق وعلى الرياء في وقت مبكر، فَلِم لا تصحبوهم الآن إلى حي المرفأ لتربوهم على الإنفاق وعلى البذل في سبيل الله؟
ثم أين هي التلفزة ؟ ولماذا لم تنقل لنا مأساة فقراء حي المرفأ ؟ ولماذا لم تنظم لضحايا تلك المأساة حملة لجمع التبرعات؟
وأين أنتَ يا رئيس؟
ولماذا لم تطلب من الذين يسارعون لإرضائك ولا يسارعون لإرضاء ربهم بأن يتبرعوا لمشردي حي المرفأ؟
وأين هي ملايينك الخمسة يا سيادة الرئيس؟
حقيقة إني أشفق عليكم يا من تبرعتم للمنتخب الوطني، ولم تتبرعوا لمشردي الحرائق.
إني أشفق عليكم أكثر من شفقتي على أولئك الفقراء المشردين.
حقا إنكم تثيرون شفقتي.
حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق