الخميس، 30 يناير 2014

رسائل اليوم الأول


هناك رسائل سلبية كثيرة قدمها النواب الجدد في أول ظهور لهم بمباني الجمعية الوطنية، وسأتوقف هنا عند ثلاث رسائل من تلك الرسائل السلبية.

تقول الرسالة الأولى من هذه الرسائل بأن ديمقراطيتنا ليست بخير، فأن يُستخدم العنف عند باب الجمعية الوطنية في أول يوم من أيام البرلمان الجديد فهذا أمر لا يبشر بخير، وأن ينتخب وزير الداخلية السابق رئيسا للجمعية الوطنية فهذا أيضا لا يبشر بخير، خاصة وإذا ما علمنا بأنه لا يوجد في سيرة وزير الداخلية المتقاعد أي عمل، حتى ولو كان يسيرا، يمكن أن يحسب بأنه من الأعمال التي كانت لمصلحة الديمقراطية في هذا البلد، بل بالعكس فأكثر ما في صحيفة رئيس البرلمان الجديد كان كله ضد الديمقراطية، خاصة في الفترة التي قضاها واليا، أو تلك التي قضاها وزيرا للداخلية.
أما الرسالة الثانية فتقول بأن البرلمان الجديد ليس بالمؤهل أصلا للقيام بالمهام المنتظرة منه، فيكفي أن نعرف بأن في هذا البرلمان يوجد النائب الأمي الذي لا يستطيع أن يكتب اسم النائب الذي سيصوت له. فأن يظهر في جمعيتنا الموقرة، وفي العام 2014، وبعد عقدين من الديمقراطية نائب لا يكتب ولا يقرأ فهذا قطعا من الأمور التي لا تبشر بخير، ويكفي هذا وحده لأن لا نتوقع خيرا من جمعيتنا الوطنية الجديدة.
أما الرسالة الثالثة فتقول بأن الاهتمام بأمور المواطن وبهمومه اليومية قد لا يكون هو الشغل الشاغل لنوابنا المحترمين، فأن تظهر إشارة رابعة في أول يوم من أيام الجمعية الجديدة، بدلا من أن تظهر إشارة أخرى تدل على تفشي البطالة، أو على غياب الأمن، أو على ارتفاع الأسعار، أو على فساد التعليم، أو على أي شيء آخر من همومنا اليومية التي نعاني منها، فذلك أيضا من الأمور التي لا تبشر بخير.
وبالطبع فهذا لا يعني بأنه علينا أن نتجاهل معاناة الشعب المصري، ولا معاناة الشعب السوري، ولا أي شعب آخر، وإنما يعني بأنه علينا أن نرتب الأولويات، وهذا يعني بأنه على النائب في أول ظهور له، في أول يوم من أيام مأموريته، بأن يثبت اهتمامه بالهموم اليومية للشعب الموريتاني من قبل أن يثبت اهتمامه بأي شيء آخر، حتى ولو كان ذلك الشيء هو معاناة الشعب المصري، والتي هي في حقيقتها وفي جوهرها تشكل جزءا من معاناتنا اليومية، ولكن بدرجة ثانية.

حفظ الله موريتانيا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق