وبعد
أن اكتمل عقد كامل من المتابعة والكتابة المستمرة في قضايا الشأن العام فقد أصبحتُ
أفكر بجد في أن أطرق مجالات أخرى من الكتابة، فهناك مشاريع مؤجلة منذ فترة من
الزمن لم أجد فرصة للتفرع لها وذلك بسبب الاهتمام بمتابعة قضايا الشأن العام .
الكتابة في الشأن العام هي مسألة في غاية الإزعاج، وهي تُكسب لصاحبها الكثير من الأعداء والخصوم ممن لم يكن يرغب في أن يكتسب عداوتهم وخصومتهم.
أما الكتابة في القضايا الأخرى، كالكتابة في قضايا تنمية وتطوير الذات أو كتابة القصص والروايات فهذه إن لم تكسبك أصدقاء فإنها على الأقل لن تجلب لك الأعداء.
إن عقدا من الزمن يكفي لشخص مثلي لا هو بالصحفي الذي يكسب قوته من الصحافة، ولا هو بالسياسي المحترف، وإنما هو شخص لم يكن في الأصل يهوى الصحافة ولا السياسة، ولكنه وجد نفسه وبالصدفة البحتة يكتب في قضايا الشأن العام، ثم شيئا فشيئا بدأت هذه العادة تشغله عن كل شيء آخر بما في ذلك الكتابة في مجالات أخرى كان يجد متعة كبيرة في الكتابة عنها. لقد استحوذت عليَّ الكتابة في الشأن العام في السنوات الأخيرة،ولم تترك لي الفرصة لأن أنشغل بأمور أخرى لم يعد من المناسب الاستمرار في تجاهلها.
أعرف أن البعض منكم قد يشير عليَّ بالجمع بين هذه وتلك، ولكن مشكلتي هي أني من أولئك الذين إذا اهتموا بأمر خصصوا له كل ما يملكون من جهد وطاقة، فإما أن استمر في الكتابة (شبه يومية) عن قضايا الشأن العام مع الاستمرار في تأجيل كل المشاريع الأخرى، وإما أن أتوقف عن الكتابة في الشأن العام وذلك لكي أبدأ في الاهتمام بالقضايا الأخرى التي تم تأجيلها كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق