في أيام الاستقلال اختلف الموريتانيون كثيرا فمنهم من
قال في تلك الفترة بأنه لا يمكن أن تتأسس دولة على هذه الأرض، وكانت له حججه
القوية...بعد 55 سنة أثبت الموريتانيون بأن ما قاله أولئك لم يكن صحيحا، فلقد
تأسست الدولة الموريتانية وها هي قائمة حتى وإن كانت لا تسر الناظرين.
وفي أيام الاستقلال قالت طائفة أخرى من الموريتانيين بأنه من الممكن أن تتأسس دولة موريتانية على هذه الأرض، وكانت لهؤلاء أيضا الكثير من الحجج التي تدعم ما ذهبوا إليه ..بعد 55 سنة لم يتأكد قول هؤلاء فرغم أنه أصبحت لدينا دولة وجيش ونشيد ودستور وعلم وحدود إلا أن السؤال لا يزال مطروحا.
بعد مرور 55 سنة على الاستقلال، ورغم أننا أصبحنا نعيش في العام 2015.
إننا اليوم نعيش في العام 2015 ومع ذلك فأسئلة التأسيس لا تزال مطروحة فهناك من لا يزال يقول وحتى يومنا هذا بأنه لا يمكن أن تتأسس دولة على هذه الأرض ولديه حججه، وهناك من يقول بأنه لا يزال من الممكن تأسيس دولة موريتانية على أنقاض ما تراكم من إخفاقات خلال 55 سنة ماضية .
خلاف الموريتانيين في هذا الشأن يمكنا أن نحصره اليوم في ثلاث معادلات غير رياضية، وستكون هذه المعادلات على النحو التالي:
هناك طائفة تقول بأن 55=0
وهناك طائفة ثانية تقول بأن 55= 18 ( 18 تعني الفترة التي سبقت أول انقلاب عسكري في موريتانيا).
وهناك طائفة ثالثة تقول بأن 55= 55 حتى وإن كانت 55 الأخيرة هي عبارة عن خمسة عقود ونصف لم نوفق جميعا في استغلالها أحسن استغلال، وهو الشيء الذي جعلنا بعد 55 سنة نعود إلى الخلاف الذي عشناه قبل خمسة عقود ونصف.
ويبقى السؤال: أي المعادلات الثلاث أقرب إلى التعبير عن واقعنا اليوم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق