الأربعاء، 21 مارس 2012

"تواصل" على الخط..!!


وردنا للتو، من ساحة المعرض بمقاطعة الميناء، اتصال قوي من حزب "تواصل"، وذلك في إطار أول رد جماهيري مباشر من منسقية المعارضة على الحلقة الثانية من البرنامج المثير "ارحل ـ لن أرحل"، تلك الحلقة التي تم نقلها بشكل مباشر من عاصمتنا الاقتصادية، والتي جاءت بدورها للرد على الحلقة الأولى من هذا البرنامج المثير، وهي الحلقة التي تم بثها مساء الاثنين الموافق 12 مارس 2012 من أمام الجامع القديم.
ولقد اختار "تواصل" أول ثلاثاء بعد الثلاثاء الذي بثت فيه الحلقة الثانية لإرسال رده القوي، والذي من المفترض أن يرد عليه  الرئيس يوم الأحد القادم من "روصو"، ولكن قبل وصول الرد من "روصو" على أول اتصال منفرد  من حزب "تواصل " بالبرنامج  دعونا نتوقف قليلا مع رد "تواصل"، وذلك لتسجيل بعض الملاحظات السريعة:
ولكن قبل تقديم الملاحظات السريعة سنأخذ فاصلا إعلانيا قبل أن نواصل مع رد "تواصل"....... تعلن أحزاب الأغلبية بأنها لا تستطيع أن تتدخل بشكل مباشر في حلقات برنامج "ارحل ـ لن أرحل"، وأن دورها في هذا البرنامج  سيقتصر على تثمين ردود الرئيس والتطبيل التلقائي لتك الردود......
الملاحظة الأولى : رغم تسمية المهرجان بمهرجان "الرد الصادق" إلا أنه في حقيقته لم يكن فقط للرد على مهرجان العاصمة الاقتصادية. كان المهرجان سيتم تنظيمه سواء تحدث الرئيس  في "نواذيبو" عن اللحية أو لم يتحدث، أو تحدث عن المتاجرة بالدين أو لم يتحدث عنها. فالمهرجان كان.يهدف بالأساس إلى إرسال برقيات بالبريد السريع إلى جهات متعددة، ولقد نجح المهرجان في إرسال تلك البرقيات.
والبرقية الأولى من تلك البرقيات كانت موجهة إلى الرئيس، ولكنها لم تكن فقط للرد على ما قاله في "نواذيبو"، بل كانت للرد على موقف سابق له، حيث رد بسلبية مستفزة على اعتراف "تواصل" بنتائج الانتخابات الرئاسية، ولم يكترث بإعلان الحزب لاستعداده للاكتفاء برفع شعار المعارضة الناصحة إذا ما تم تشجيعه على الاكتفاء برفع ذلك الشعار.
واليوم جاء رد "تواصل" من خلال برقية موجهة للرئيس لتقول له  لقد أخطأت كثيرا في عدم تقدير أهمية أن يكتفي حزب "تواصل" بالمعارضة الناصحة، ونحن نتمنى أن لا تخطئ هذه المرة في أن لا تقدر خطورة أن يرفع حزب "تواصل" شعار "المطالبة بالرحيل".
أما البرقية الثانية فهي موجهة إلى أحزاب منسقية المعارضة، وذلك لتقول لهم بأن عليهم وابتداءً من يوم العشرين من مارس أن يمنحوا لحزب "تواصل" مكانة تتناسب مع قدراته وإمكانياته التي لا تتوفر لدى بقية أحزاب المنسقية، وعليهم أن يعلموا بأن لتواصل دورا بارزا في كل حشد جماهيري كبير ستنظمه المنسقية مستقبلا.
أما البرقية الثالثة فهي موجهة للشباب الذي يطالب برحيل النظام، والذي يعمل مع المعارضة دون أن تكون له انتماءات حزبية. وهذه البرقية تقول لأولئك الشباب لكم عنوان واحد في المنسقية هو حزب "تواصل"، الحزب الأكثر حيوية، والأكثر استقطابا للشباب من بين كل أحزاب المنسقية.
الملاحظة الثانية : هناك  تشابه كبير من حيث التنظيم والقدرة على الحشد، وحتى من حيث اختيار شعار للمهرجان، بين مهرجان "تواصل" في المعرض، وبين مهرجانات حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت.
فهل هذا التشابه في التنظيم وفي الشعارات سيصاحبه تشابه في الأدوار؟ وهل سيرقى دور "تواصل" في المنسقية إلى دور حزب الله في فريق 8 أيار؟  وهل سيتمكن "تواصل" من إسقاط النظام الحاكم في موريتانيا كما تمكن حزب الله من إسقاطه في لبنان؟
الملاحظة الثالثة: لقد استطاع "تواصل" في مهرجان "الرد الصادق"، وحتى من قبل المهرجان أن يُظهر أحداث المعهد وسخرية الرئيس من اللحية على أنها تدخل في إطار هجوم واسع ومنظم على القيم الإسلامية لهذا البلد. وهذا ما جعل انجازات الرئيس ذات الطابع الديني تغيب تماما عن حديث الناس ( قطع العلاقات مع العدو الصهيوني، إذاعة القرآن الكريم، تشييد جامعة إسلامية،  مشروع المصحف الموريتاني، مشروع المسجد الموريتاني...).
الملاحظة الرابعة:  لقد أثبتت الثورات العربية بأن وراء كل تغيير عظيم امرأة ( هذه فكرة استلهمتها من خلال تأملي في الثورات العربية لذلك فأرجو أن لا تتم سرقتها كما يحدث مع أفكار الرئيس). ولقد أثبت مهرجان "الرد الصادق" بأن في "تواصل" من المناضلات ما يكفي لإحداث التغيير في هذا البلاد. كما أثبتت أحداث المعهد من قبل ذلك بأن الفتاة التواصلية على استعداد للتضحية وتسديد الفاتورة التي قد تحتاجها عملية التغيير.
الملاحظة الخامسة : لقد كان يكفي للحكم على نجاح مهرجان "الرد الصادق"، أن يثبت هذا المهرجان  بأن لتواصل  جمهورا نوعيا  يمكن حشده وتنظيمه في أي وقت وفي أي مكان. ولكن المهرجان  استطاع فوق ذلك أن يثبت بأن للحزب القدرة كذلك على أن يستنفر في وقت قصير جدا جمهورا مهما من الناحية العددية فضلا عن أهميته من الناحية النوعية.
تصبحون على حلقات راقية من برنامج "ارحل ـ لن أرحل"...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق