السبت، 10 مارس 2012

"نواذيبو" مدينة بوجهين...!!!


في هذه الأيام يدور صراع قوي بين طائفتين من الناس، تحاول كل واحدة منهما أن تبرز وجها لعاصمتنا الاقتصادية يختلف تماما عن الوجه الذي تحاول أن تبرزه الطائفة الأخرى.
فهناك من يجمع التبرعات من خزائن الدولة، ومن رجال الأعمال، ومن الوجهاء، ومن الموظفين لينفقها في الساعات المعدودة التي سيقضيها الرئيس في مدينة "نواذيبو"، وذلك لكي  تبدو المدينة وكأنها مدينة بلا هموم وبلا مشاكل.
ستنظف الشوارع، وستصبغ بعض المباني الحكومية بطلاء لن يعمر طويلا، وسيأتي المترفون من كل فج عميق ليحجبوا عن الرئيس رؤية سكان المدينة الحقيقيين وهم يعانون من الفقر ومن الجوع ومن البطالة، ومن كل أصناف الهموم والمشاكل.
ستحاول هذه الطائفة أن تخفي عن الرئيس معاناة المدينة التي تعيشها منذ مدة، والتي لم تعرف لها مثيلا من قبل، وستنفق هذه الطائفة أموالا طائلة وستبذل وجهودا جبارة حتى تخفي هموم المدينة إلى أن يغادرها الرئيس، ولهذه الطائفة خبرة كبيرة في إخفاء معاناة الناس عن أولياء أمورهم.
وهناك طائفة ثانية حملت معها هموم المدينة، وانطلقت في "قافلة الأمل الأخير" في اتجاه القصر الرئاسي، وذلك لكي تُسمع للرئيس أنين سكان مدينة "نواذيبو"، والذي لن يسمعه قطعا خلال زيارته لها، نتيجة لصخب وصراخ رجال الأعمال، والوجهاء، وكبار الموظفين، ومنتسبي الاتحاد من أجل الجمهورية الذين سيأتون من العاصمة ومن كل الولايات من أجل غاية واحدة، وهي أن يحجبوا معاناة المدينة عن رئيس ربما لا يريد أن يسمع ذلك الأنين، حتى ولو تظاهر بالعكس.
فلو كان الرئيس يريد حقا أن يسمع أنين المدينة، أو أن يرى وجهها الحقيقي، لقرر أن يستمع لأولئك التسعة الذين حملوا همومها، وانطلقوا بها سيرا على الأقدام في اتجاه القصر.. إنهم تسعة قرروا أن يحملوا هموم مدينة بكاملها..إنهم تسعة سنستقبلهم ـ يوم قدومهم للعاصمة ـ كما يستقبل الأبطال، وسنظل في انتظار قدومهم نردد:  
واصلوا سيركم فأنتم تكتبون التاريخ بأقدامكم...
واصلوا سيركم فأنتم ترسمون الأمل بخطاكم..
واصلوا سيركم فأنتم تزرعون الثقة في نفوسنا المنهارة...
واصلوا سيركم فأنتم تغرسون الإيجابية في نفوسنا المهزومة..
واصلوا سيركم فأنتم هم المناضلون حقا..
وأنتم هم النشطاء حقا..
وأنتم هم المثقفون حقا..
وأنتم هم  صناع التغيير حقا ..
وأنتم هم أنصار المظلومين حقا..
وأنتم هم المواطنون حقا...
واصلوا سيركم فأنتم حقا هم "أمل 2012"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق