الخميس، 25 سبتمبر 2025

نعم لحوار حياة بين السائق والطريق!


إن للشارع لغة خاصة، شأنه في ذلك شأن أي فضاء آخر نتعامل معه في حياتنا اليومية. هذه اللغة لا تُنطق بالكلمات، بل تُقرأ بالعين وتُفهم بالعقل، وتستوجب ردة فعل محددة، وتتمثل هذه اللغة في الشواخص الإرشادية والتحذيرية التي تثبت على الطرق والشوارع لتكون عينا ثالثة للسائق، ورفيقا آمنا لسالك الطريق.

فالسائق لا يستطيع أن يتوقع كل المخاطر، ولا أن يعرف تفاصيل الطريق مسبقا، لذلك جاءت الشواخص لتقول له بلسان السلامة الطرقية:  "انتبه.. هنا خطر، هنا منعطف، هنا يمنع التجاوز....إلخ"

خلال 15 يوما جابت فيها قافلة #معا_من_أجل_خريف_آمن كل المحاور الطرقية المهمة في البلاد، خرجنا بملاحظة مفادها أن طُرقنا في الغالب طرق خرساء لا تُحدث السائق أبدا، وإن حدثته في حالات نادرة حدثته بلغة  غير مفهومة وغير واضحة، وغياب هذا الحديث عن محاور طرقنا كان هو موضوع الحلقة رقم 13 من البث المباشر للقافلة، وهي الحلقة التي نظمناها مساء أمس في ضواحي كيهيدي.

هناك طرق لا نوجد بها شواخص، بل أكثر من ذلك، فهي لا تقدم لك أبسط معلومة تحتاجها، كتحديد المكان الذي أنت فيه، وهذا هو حال الطريق الرابط بين تجكجة وأطار،  وبين أطار وازويرات،  وكذلك بين أكجوجت والشامي، في هذه الطرق ثبتت الأعمدة التي تكتب عليها المسافة، ولكن الأعمدة تُركت بيضاء دون أن يكتب عليها أي شيء.

لا يتوقف تعطل الحوار بين السائق والطريق بسبب صمت الطرق فقط، ففي طرف الحوار الثاني، نجد أن السائق لا يفهم أصلا لغة الطريق، ولا يستطيع أن يفك رموزها، إن حدثه الطريق.

لقد شاركتُ في عدة مواسم من جائزة أحسن السائق، وخلال تصفيات تلك الجائزة كنا في اللجنة المشرفة عليها نوجه أسئلة بسيطة للسائقين، من قبيل ماذا يعني الخط المتقطع والخط المتواصل على الطريق؟ وكنا نعرض على بعضهم إشارات بسيطة كإشارة ممنوع التجاوز فلا يعرفونها!

مقترحات من أجل إطلاق حوار جدي بين السائق والطريق: 

1. إطلاق برنامج وطني عاجل لنصب الشواخص الإرشادية والتحذيرية على كل المحاور الطرقية، وأن يكون ذلك وفق المعايير الدولية المعمول بها.

2. إطلاق حملات تحسيسية مكثفة تستهدف السائقين، تشرح لهم أهمية الإصغاء للغة الطريق، وضرورة فهمها، وذلك من خلال شرح الرموز والصور  والأعداد التي توضع على أهم الشواخص المستخدمة في بلادنا.

3 - إعطاء أسئلة الشواخص قيمة أكبر في امتحانات رخصة القيادة، والرفع من شأنها حتى تصبح مقصية في حالة تعثر الإجابة عليها؛ 

4. إدراج مادة  السلامة الطرقية في المناهج الدراسية، مع التركيز على الشواخص.

ختاما

علينا أن نتذكر دائما أن كل شاخصة تُنصب بشكل صحيح، قد تنقذ نفسا بشرية بريئة من الموت. فالشواخص ليست مجرد لافتات عليها رسوم أو أعداد، بل هي لغة حياة، يخاطب بها الطريق السائقين والمشاة، فعلينا جميعًا أن نتعلم تلك اللغة، ونفرض احترامها في طرقنا إنقاذا للأنفس وصيانة للمتلكات.

#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع 

#معا_للحد_من_حوادث_السير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق