الجمعة، 12 سبتمبر 2025

نص كلمتي بمناسبة انطلاق قافلة معا من أجل خريف آمن..


نلتقي في صبيحة هذا اليوم المبارك في إطار الحملة التوعوية الكبرى للسلامة الطرقية، ولإعطاء إشارة الانطلاق لقافلة "معًا من أجل خريف آمن"، قافلة تحمل – بإذن الله – رسالة حياة ونداء أمل، من خلال سعيها الحثيث لحماية الأرواح والممتلكات من خطرٍ أصبح يهدد كل أسرة موريتانية، ألا وهو خطر حوادث السير.

أيها الحضور الكريم؛

إننا لسنا أمام حوادث سير عابرة أو أرقام ثابتة جامدة، بل نحن أمام حرب شوارع صامتة تحصد أرواح العشرات من مواطنينا كل شهر. 

فقد فقدنا – في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري وحده – سبعة عشر شخصًا على الأقل، نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

وراء كل رقم في هذا العدد أسرة منكوبة، أو أطفال تيتموا، أو أمهات ثكلى، ومجتمع يتألم بصمت، وربما بتفرج.

ومن هنا تظهر أهمية هذه القافلة التي تنطلق اليوم، فهي ليست مجرد حملة إعلامية أو تسويقية، بل هي صرخة إنذار وتحرك واسع، يهدف إلى نشر ثقافة الوعي الطرقي، وتذكير السائقين والمارة والجهات المسؤولة أن السلامة الطرقية مسؤولية مشتركة، وأن كل تقصير فيها سيكون ثمنه أرواح تُفقد وممتلكات تُهدر، ودموع تسيل وأحزان تتجدد.

أيها السادة؛

لقد أدركنا في حملة "معًا للحد من حوادث السير" أن مواجهة هذا الخطر تتطلب تضافر الجهود وتكامل أدوار:

الموظف في وزارة التجهيز والنقل الذي يؤدي عمله بإخلاص؛

المهندس الذي يشيد الطرق وفق المعايير الدولية؛

السائق الذي يتقيد بإجراءات السلامة الطرقية؛

رجل الأمن الصارم في نقطة التفتيش؛

الناشط الجمعوي الذي يقوم بالتوعية؛

المدون الذي ينتج محتوى هادفًا في السلامة الطرقية

ورجل الأعمال الذي يتحمل مسؤوليته الاجتماعية تجاه مجتمعه ووطنه.

كل هؤلاء شركاء في إحياء الأنفس، وكل من ساهم منهم في نشر ثقافة السلامة الطرقية قد يكون ممن أنقذ نفسًا بشرية من هلاك محقق، وربما ينال  بذلك  - إن صدق في نيته وأخلص في عمله - أجر "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".

أيها الحضور الكريم،

إن هذه القافلة جاءت ثمرة شراكة استراتيجية بين المجتمع المدني والقطاع الخاص، حيث تجسد مؤسسة "غَـزة أبي" نموذجًا مشرفًا في تحمل المسؤولية الاجتماعية برعايتها لهذه القافلة التوعوية. فشكرًا لها، وشكرًا للقائمين عليها. ونأمل أن يكون هذا التعاون فاتحة لشراكات أوسع وأعمق، لأن مواجهة نزيف الطرق مسؤولية تتجاوز حدود الأفراد والجمعيات، لتصبح التزامًا مجتمعيًا شاملًا.

إننا جميعًا مدعوون لأن نجعل من خريفنا الجميل في هذا العام خريفًا آمنًا، وموسم راحة واستجمام لنا جميعًا، لا موسم أحزان ودموع.

إننا مدعوون لنثبت أن الوقاية من حوادث السير ممكنة، وأن تلك الوقاية تبدأ بخطوة، وأن كل جهد صادق يمكن أن يشكل خطوة البداية.

في الختام، أجدد شكري لكل من ساهم في هذه القافلة: من نشطاء ورعاة ومنظمين،  وإعلاميين، وسائقين ملتزمين. وأسأل الله أن يجعل عمل هذه القافلة التوعوية في ميزان حسنات كل من دعمها وساهم فيها.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق