الثلاثاء، 2 يناير 2018

أيهما سيكسب الجولة الأخيرة؟ (تدوينة)


1ـ في العام 2017 تحالف ولد حدمين وولد محم ضد ولد محمد لغظف، وفي العام 2018 تحالف ولد محم وما بقي من تركة ولد محمد لغظف ضد ولد حدمين.
2 ـ في النصف الأول من العام 2017 كان النائب الخليل ولد الطيب في صف ولد محمد لغظف، وفي النصف الثاني من العام 2017 كان هذا النائب في صف ولد حدمين، وفي مطلع العام 2018 أصبح في صف ولد محم. هذه بشارة لولد محم فالنائب الخليل ولد الطيب يكون دائما في صف اللوبي أو الجناح الأقوى

3 ـ في العام 2017 كان النائب محمد ولد ببانه يقاطع اجتماعات الحزب الحاكم ويجاهر بخصومته مع الحزب ورئيسه . في العام 2018 أصبح النائب محمد ولد ببانه هو أول من يلبي دعوات الحزب، وهو أول من يبادر إلى انتقاد الحكومة.

هناك جملة من الملاحظات عن عشاء رئيس الحزب:
1 النائب ولد عيه ليس سياسيا ومداخلته قد تكون عفوية، أي أنه مجرد نائب غاضب على الحكومة وأعلن عن غضبه في أول مناسبة تتاح له، وقد لا تكون مداخلته في إطار صراع أجنحة وأقطاب. النائب ولد عيه يحسب رأسا على الرئيس ولد عبد العزيز، ولا يحسب لأي لوبي آخر ومن هنا فإن مداخلته قد تكون مقلقة لولد حدمين أكثر من غيرها، فهو ربما يكون قد أحس بأن الرئيس لم يعد راضيا عن ولد حدمين.

2 ـ مداخلة النائب ولد ببانه قد لا تكون لها أي شحنة سياسية، وقد لا تكون لها أي دلالة على تشكيل لوبي أو حلف جدي ضد ولد حدمين..هذا النائب كثيرا ما يعبر عن غضبه بتصريح علني، وقد فعل ذلك في أوقات سابقة.

3 ـ مداخلة النائب الخليل ولد الطيب هي التي تستحق أن نتوقف معها، وذلك لأن هذا النائب:

ـ شخص سياسي وتصريحاته لها دلالتها السياسية. لم يكن هذا النائب ليصرح بتصريح ضد الحكومة إلا إذا كان ذلك في إطار عمل ما أو خطة ما أو جناح ما قد بدأ يتشكل ضد الحكومة.
ـ إنه من الذين يجيدون العمل في إطار اللوبيات والأقطاب والأحلاف ويجد متعة في ذلك.
ـ كما بينت سابقا فإن تصريحات هذا النائب وتخندقاته كثيرا ما تعبر عن اتجاه البوصلة في فسطاط الموالاة وعن القطب أو الجناح الأقوى داخلها.
هنا نصل إلى رئيس الحزب الذي أصبح يرى بأن المعركة بينه وبين ولد حدمين هي معركة مصيرية، فولد حدمين هو شخص صدامي ولا يقبل الشراكة مع أحد وقد بالغ في الفترة الأخيرة في إهانة ولد محم بعدما تأكد له بأنه قد تخلص من ولد محمد لغظف.. أيضا ولد محم يشترك مع ولد حدمين في تلك الصفات، ويبدو أنه الآن قد قرر أن يخوض المعركة حتى نهايتها، ولا يغرنكم خطابه الهادئ في حفل العشاء ..ذلك مجرد أسلوب ذكي في إدارة الصراع في مثل هذا الوقت..
نقاط قوة ولد محم :
1 ـ له خبرة سابقة في قيادة كتيبة برلمانية، وقد يستفيد من تلك الخبرة إن هو قرر أن يلعب نفس اللعبة ضد ولد حدمين. بالمناسبة ملتمس حجب الثقة عن الحكومة يحتاج لثلث النواب وإسقاطها يحتاج إلى تصويت 74 نائبا . يمكن أيضا لولد محم ونواب حزبه أن يواجهوا ولد حدمين عند عرض برنامج حكومته في آخر أسبوع من الدورة البرلمانية الحالية.

2 ـ يمكن لولد محم في هذه الظرفية أن يتحالف مع خصوم ولد حدمين الكثر : بقية مما ترك ولد محمد لغظف، هذا بالإضافة إلى الجنرال غزواني والجنرال ولد أغويزي اللذين تقول بعض المصادر بأنهما أصبحا يرفضان الرد على مكالمات ولد حدمين ، وأن هذا الأخير قد شكاهما للرئيس.

نقاط القوة هذه يمكن أن يستفيد منها ولد محم إن قرر الرئيس ولد عبد العزيز مواصلة التفرج على الصراع، وهي عادة كثيرا ما يمارسها ولد عبد العزيز في تعامله مع صراعات موالاته، ولا يفهم لماذا يمارس ولد عبد العزيز تلك العادة .
أما إذا تدخل ولد عبد العزيز بشكل مباشر، وأعطى أوامره، فإن ذلك سيعني بأن المعركة ستتوقف علنا إن هو أعطى الأوامر بتوقيفها، أو أنها ستحسم لصالح من قرر هو أن تحسم لصالحه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق