الأحد، 8 يناير 2017

إلى النائب الخليل ولد الطيب


أيها النائب المحترم،
لقد استمعتُ إلى مداخلتكم أمام الوزير الأول، والتي جددتم من خلالها المطالبة بمأمورية ثالثة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وذلك بحجة أنه ليس في هذه البلاد وبملايينها الثلاثة والنصف من يمتلك القدرة والأهلية لقيادة البلاد في المرحلة القادمة.
أيها النائب المحترم،
لكم الحق ـ كل الحق ـ  في أن تقولوا بأنه ليس في الحزب الحاكم، ولا في الحكومة ولا في الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز من هو مؤهل لقيادة البلاد بعد اكتمال المأمورية الثانية للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز. لكم الحق في أن تقولوا ذلك، ولكم منا أن نصدقكم في ذلك، فأنتم لا شك بأنكم أدرى بحقيقة الموالاة منا نحن الذين لم نحظ بالانتساب لموالاة صاحب الإنجازات المشهودة الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والذي صنفتموه مع مشاهير القادة في إفريقيا بل وفي أوروبا من أمثال جمال عبد الناصر
ونيلسون مانديلا و الجنرال ديكول.
أيها النائب المحترم،
لكم الحق ـ كل الحق ـ في أن تعتبروا أن الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز غثاء كغثاء السيل، وبأنها عقيمة، وبأنه ليس فيها من يمتلك المؤهلات ولا القدرات لتولى منصب الرئاسة، بل إنه يحق لكم أن تقولوا أكثر من ذلك، فتقولوا مثلا بأنه لا يوجد في هذه الأغلبية الداعمة من يمتلك المؤهلات والقدرات الكافية لتولي رئاسة مصلحة في أي دائرة حكومية.
لكم الحق في أن تقولوا عن الأغلبية ما شئتم، ولكم الحق في أن تصفوها بما شئتم، ولكن ليس لكم الحق في أن تصفوا من هو خارج الأغلبية الداعمة بتلك الأوصاف، ولا أن تتحدثوا عنه  بتلك الطريقة التي تحدثتم بها أمام الوزير الأول، وليس لكم الحق في أن تقولوا بأنه لا يوجد في موريتانيا ـ كل موريتانيا ـ من يمتلك القدرات والمؤهلات الكافية لقيادة البلاد فيما بعد العام 2019.
أيها النائب المحترم،
إن كاتب هذه السطور، حتى وإن كان يعلم يقينا بأنه ضعيف الإمكانيات قليل الخبرات، إلا أنه ومع ذلك يُخَيَّل إليه بأنه لو كانت قد أتيحت له الفرصة في تولي إدارة شؤون البلاد في الفترة ما بين (2008 إلى 2019) لكان قد حقق للشعب الموريتاني من الإنجازات أضعاف ما حققه الرئيس محمد ولد عبد العزيز. هذا هو ما كنتُ أتوقعه للبلاد لو أتيح لشخص مثلي ضعيف الإمكانيات قليل الخبرات قيادة البلاد في الفترة المذكورة. ولو أن تلك الفرصة أتيحت لشخص غيري ممن يمتلك الخبرات والمؤهلات الكافية، ومثل هؤلاء يعدون بالآلاف، لكان حال البلاد يختلف كثيرا عن حالها اليوم، ولكنا اليوم نشهد أفواج المرضى يأتوننا من السنغال والمغرب للعلاج في مستشفياتنا، وأفواج الطلاب يأتوننا من تلك البلدان للتسجيل في جامعتانا وفي معاهدنا. وَلِم لا نتوقع مثل ذلك ـ يا سيادة النائب المحترم ـ ونحن قد أنعم الله علينا في هذه البلاد بخيرات هائلة، وقدر لنا في الوقت نفسه أن يكون عدد سكان بلادنا أقل بكثير من عدد سكان مدينة واحدة في المغرب، وهي  مدينة الدار البيضاء.
أيها النائب المحترم،
لقد أتى زمان على هذه البلاد  كان يعتقد فيه داعمو الرئيس محمد خونا ولد هيداله بأنه ليس في هذه البلاد من يستطيع أن يخلف الرئيس هيداله في الحكم، ومع ذلك فقد جاء من بعده من تولى رئاسة البلاد لعقدين كاملين من الزمن. ولقد أتى زمان آخر اعتقد فيه داعمو الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع بأن هذه البلاد لم ـ ولن ـ  تنجب من يستطيع أن يخلف الرئيس معاوية، وها نحن اليوم يقودنا من كان يتولى في ذلك الزمان حراسة الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع. إن داعمي الرؤساء لا تتغير عقلياتهم أبدا، وإن هم إلا ذرية بعضها من بعض.
أيها النائب المحترم،
خلاصة الكلام في هذا المقام هي أنه لكم الحق ـ كل الحق ـ  في أن تقولوا عن الأغلبية الداعمة ما تشاؤون قوله، ولكم الحق في أن تقولوا بأنها خالية من الرجال الذين يستطيعون أن يقودوا البلاد فيما بعد العام 2019، ولكن ليس لكم الحق في أن تقولوا ذلك عن بقية الشعب الموريتاني، فهذه الأرض ليست عقيمة ـ يا سيادة النائب ـ  وهي بلا شك مليئة بالرجال الذين يستطيع كل واحد منهم  أن يقدم أداءً أفضل بكثير من أداء الرئيس الحالي إن هو أتيحت له الفرصة لقيادة البلاد.  
حفظ الله موريتانيا..

هناك تعليقان (2):

  1. عجبا لأطر موريتانيا، كيف تتطور عقلياتهم وأفكارهم، كدائرة تدار من داخلها، فهي تضيق في كل مرة إلى أن تصبح نقطة صماء، لا قطر ولا شعاع..

    ردحذف
  2. لا شك أن النائب كان يستشعر التعديل الوزاري الذي حدث اليوم ويتوهم أن فرصته قد حانت وإلا لما صب مأموريته الثالثة من الحاشية

    ردحذف