سنتوقف في هذه الحلقة الأولى من برنامج "ومضة في دروب الحياة" مع تشبيه الناس بالمعادن الذي جاء في حديث نبوي شريف، وسنقدم في هذه الحلقة أربعة نماذج من المعادن وكيف تتأثر بالنار :
1 ـ الذهب يزداد بريقا ولمعانا؛
2 ـ الحديد يزداد قوة وصلابة؛
3 ـ الزنك يتبخر ويختفي؛
4 ـ الزئبق يطلق رائحة كريهة وسامة.
هكذا هم الناس في تعاملهم مع المصائب والمحن:
1 ـ طائفة تُبدع وتزداد بريقا ولمعانا عندما تتعرض للمحن والمصائب كالذهب بعد التسخين بالنار، ولذا فهناك مقولة شائعة تقول إن الإبداع يولد من رحم المعاناة. هناك نقاش واسع حول دقة هذه المقولة، ولكنها تبقى في كل الأحوال صالحة لأن يستأنس بها في هذا المقام؛
2 ـ طائفة تزداد قوة وصلابة عندما تتعرض للمحن والمصائب كالحديد بعد التسخين بالنار. فبعض الناس تزيده المشاكل والمحن صلابة وقدرة على مواجهة تحديات الحياة؛
3 ـ طائفة تتبخر وتختفي عندما تتعرض للمحن والمصائب كالزنك بعد تعرضه للنار. هناك من الناس من يتبخر وينسحب ويرفع الراية البيضاء عند مواجهة أول معركة من معارك الحياة، ويصبح بلا دور ولا تأثير في المجتمع، وكأنه غير موجود أصلا في هذه الحياة؛
4 ـ طائفة تتحول إلى الإجرام والانتقام من المجتمع، وتصبح ضارة عندما تتعرض للمحن والمصائب كالزئبق الذي يطلق غازات سامة عندما يتعرض للتسخين. فبعضُ الناس إذا تلقى ضربات قاسية في معاركه مع الحياة يتحول إلى مجرم يعمل على الانتقام من المجتمع، ويصبح بذلك ضارا وساما، تماما كالزئبق الذي يصدر عنه بخار سام عند التسخين.
كن كالذهب يزداد لمعانا إذا ما تعرض للنار، أو كن على الأقل كالحديد الذي يزداد صلابة وقوة، ولا تكن كالزنك الذي يتبخر أو كالزئبق الذي يطلق غازات سامة عندما يتعرض للنار.
يتواصل ....
زين حت أو حك
ردحذف