لابد من تغيير عقلية السائق، ولا يتوقف الأمر على فئة محددة من السائقين، فعقلية السائق الذي يقود سيارة أجرة متهالكة، وعقلية الموظف السامي أو رجل الأعمال الذي يقود سيارة فاخرة بعشرات الملايين من الأوقية القديمة، نفس العقلية، وجميع هؤلاء يتصرف بعقلية بدوية عندما يقود سيارته، سواء كانت متهالكة، أو كانت فاخرة.
نفس العقلية البدوية، التي كان يتعامل معها سلفنا مع الحمير والجمال كوسائل للتنقل، هي نفس العقلية التي يتعامل معها الخلف مع السيارات المتهالكة والسيارات الفاخرة.
السائق في بلادنا يمكن أن يتوقف على الشارع متى شاء وكيفما شاء، فهو قد يتوقف في وسط الشارع ليتحدث مع صديق، أو ليشتري سلعة من بائع متجول، أو ليعطي صدقة لمتسول يقضي يومه كاملا يتجول وسط الشارع عند ملتقيات الطرق.
عندما يُغلق أحدهم الشارع أمامك بمثل هذه التصرفات البدوية، فتطلب منه بكل أدب واحترام أن يفتح لك الطريق، يرد عليك في الغالب غاضبا، ومعلنا رفضه فتح الطريق، وقد يوجه لك سؤالا في منتهى السخافة والعجرفة:
- هل الشارع شارعك؟
وكأن الشارع شارعه، ورثه أبا عن جد، ويملك الوثائق التي تؤكد ذلك، ويحق له بموجب تلك الملكية أن يتوقف في وسطه متى شاء وكيفما شاء.
نعم الشارع لي، ولكَ، ولهُ، ولها، ولنا جميعا، ولكن بشرط أن نستغله بشكل سليم، وهو قطعا ليس لكَ أنت يا هذا، عندما تحاول أن تستغله بشكل غير سليم، وأنت عندما تفعل ذلك يحق لي أن أعترض على تصرفك الخاطئ هذا، وأن أطلب منك - وعلى وجه الاستعجال - أن تصحح تصرفك الخاطئ فورا.
لا يمكن القضاء على مثل هذه المسلكيات الخاطئة، إلا من خلال التوعية، ثم الغرامات، والغرامات، والغرامات.
الفيديو من حساب : محمد محمود عبد الرحمن 👇
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع
#معا_للحد_من_حوادث_السير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق