أليس من حقنا أن نقلق ونحن في هذه البلاد قد ابتلينا
بوزير صحة فاشل ليس في سلوكه وتصرفاته مثقال ذرة من مسؤولية؟
أليس من حقنا أن نقلق ونحن قد ابتلينا بوزير صحة غير
مسؤول قبل بأن ينشغل بشرح نتائج اللقاء التشاوري بدلا من الانشغال بمواجهة الأوبئة
والأمراض التي ظهرت في البلاد؟
أليس من حقنا أن نقلق ونحن قد ابتلينا بوزير صحة فاشل لا
يقبل بأن يعترف بفشله ويستقيل، وإنما يقرر بدلا من ذلك أن يحدثنا بلغة خشبية
تجاوزها الزمن تقول بأن هناك موريتانيين يتمنون أن تنتشر الأوبئة في هذه البلاد،
وكأن أولئك الذين يتمنون تفشي الأوبئة يملكون تأمينا وأمانا لهم ولذويهم من تلك
الأوبئة إن تفشت وانتشرت؟
أليس من حقنا أن نقلق ونحن قد ابتلينا بإعلام رسمي
فاشل فبدلا من أن ينشغل بتوعية المواطنين في زمن تفشي الأمراض والأوبئة فإذا به
ينشغل بالتهجم على المعارضة، وبالتطبيل لنتائج اللقاء التشاوري؟
أليس من حقنا أن نقلق، ونحن نعلم بأن أوضاع مستشفياتنا
بائسة، وبأن خدماتها في الظروف العادية سيئة، وبأن المرضى لا يثقون في مؤسساتنا
الصحية، فالأغنياء إذا ما مرضوا ذهبوا إلى
مستشفيات الدول المجاورة، والفقراء إذا ما مرضوا ذهبوا إلى المشعوذين أو إلى
الأطباء التقليديين..هذا هو حال مستشفياتنا في الظروف العادية، فكيف سيكون حالها
في أوقات الأوبئة وتفشي الأمراض؟
أليس من حقنا أن نقلق، ونحن ورغم أننا "أحسن حالا
من الدول المجاورة" إلا أننا ما زلنا نرسل مرضانا إلى السنغال، وما زلنا
نحتاج إلى مخابر السنغال للكشف عن الأمراض، وبما في ذلك الكشف عن حمى الوادي
المتصدع، والتي أكد معهد "باستور" السنغالي بوجود حالة منها في بلادنا؟
أليس من حقنا أن نقلق ونحن لا نملك من مخابر للكشف عن
الأمراض والأوبئة إلا مخبر أمانة الإعلام بالحزب الحاكم، والتي كانت قد أكدت في وقت سابق بأنه لا وجود لحمى
الضنك في موريتانيا، وبأن الأمر لا يتعدى مجرد إشاعة من إشاعات "معارضة
التدوينات والبيانات"؟
أليس من حقنا أن نقلق ونحن في بلد قد انشغل فيه الحزب
الحاكم بمهام وزارة الصحة فأصبح يصدر البيانات عن الوضعية الصحية، وانشغلت فيه
وزارة الصحة بمهام الحزب الحاكم، ولم يعد لدى وزير الصحة ما يفعله في أوقات
الأوبئة وتفشي الأمراض إلا الترويج والدعاية للقاء التشاوري؟
أليس من حققنا أن نقلق، ونحن نعلم بأن كل مسببات
الأمراض قائمة في بلدنا، وبأنها ستظل قائمة في المستقبل المنظور، وبأن الحكومة لا
تفكر في إزالتها، واقصد هنا : القمامة والمستنقعات؟
لا شيء في هذا البلد إلا ويبعث على القلق، ومع ذلك
فإني أدعوكم إلى المزيد من التفاؤل، ليس لثقة فيما قاله وزير الصحة بأن
"الأمور تحت السيطرة" ، وبأن "لجنة اليقظة" قد اجتمعت، ولا لثقة
في هذه الحكومة الفاشلة، وإنما ثقة في
الله ربي وربكم، والذي يعلم حالنا وضعفنا، ويعلم بأن حكومتنا الفاشلة ليس بمقدورها
أن تواجه أي وباء.
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ
وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَام)).
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق