هذه
بعض الردود السريعة والعاجلة على ما جاء في المؤتمر الصحفي الأخير للمعاهدة:
1ـ
إن من بإمكانه أن يقصي من الحوار هو السلطة الحاكمة لا غيرها، فلا المنتدى يمكنه
أن يقصي المعاهدة، ولا المعاهدة بإمكانها أن تقصي المنتدى، لأن كليهما لا يملك
شيئا يقدمه للآخر، فكل التنازلات المطلوبة هي بيد السلطة الحاكمة لا بيد غيرها،
وعلى قادة المعاهدة أن يتذكروا جيدا ذلك.
2
ـ يحق للمعاهدة أن تذهب للحوار مسرعة كلما دعتها السلطة لذلك، ولكن، وفي المقابل،
فإنه يحق المنتدى أن يتريث قليلا إذا ما دعته السلطة لأي حوار، يحق له أن يُطالب
السلطة بتنفيذ بعض الممهدات من قبل الدخول في الحوار، وذلك لبناء الثقة المنهارة
بين الطرفين، وليس للمعاهدة الحق في أن تعترض على ذلك..إطلاقا ليس لها الحق في أن
تعترض على ذلك.
3
ـ لا يليق بالمعاهدة أن تكون أكثر ملكية من الملك..ففي الوقت الذي تقبل فيه السلطة
أن تناقش على الأقل وثيقة الممهدات، فإننا نجد في المعاهدة من يقول بأنه ما كان
يجب أن تكون هناك ممهدات، وبأن السلطة أكثر جدية في الحوار من المنتدى ..على المعاهدة
أن تعلم بأن الإفراط في الحماس قد يكلفها الكثير، وما حوار 2011 عنا ببعيد.
4
ـ يصر بعض قادة المعاهدة على انتقاد المنتدى علنا، وذلك في وقت لم يحدث فيه أن
انتقد قادة المنتدى المعاهدة علنا..ويصر بعض قادة المعاهدة، وخاصة رئيسها الجديد،
على أن يصفوا أنفسهم بأنهم "معارضة مسؤولة" وكأن غيرهم ممن يدعي
المعارضة ليس بالمسؤول..نلاحظ في المقابل بأن المنتدى لم يصف نفسه يوما بأنه هو
المعارضة الحقيقية حتى لا يترتب على ذلك أن يفكر البعض في أن هناك معارضة وهمية أو
مزيفة ..قادة المنتدى يصرون دائما على أن يصفوا المنتدى بأنه يمثل جزءا هاما من
الطيف السياسي ومن المعارضة، ولا يزيدون على ذلك، احتراما للآخرين.
5 ـ تقتضي مصلحة المعارضة الموريتانية، وتقتضي كذلك
مصلحة الديمقراطية في موريتانيا، أن لا تنجر المعاهدة والمنتدى إلى خصومات لن
تستفيد منها إلا السلطة الحاكمة. فعلى المعاهدة أن تنتقد السلطة الحاكمة أو تصمت،
هذا إذا ما كانت تبحث عما يفيد الديمقراطية، أما إذا ما كنت تبحث عن شيء آخر، فتلك
قصة أخرى.
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق