هذه خمس برقيات ارتأيت أن أرسلها
ـ وعلى وجه السرعة ـ إلى الرئيس
"محمد ولد عبد العزيز" من قبل مؤتمره الصحفي المنتظر، وذلك رغم أنه لم
تعد تفصلنا عن هذا المؤتمر إلا سبع ساعات.
البرقية الأولى:
على الرئيس أن يعلم بأنه إن
لم يعلن في هذا المؤتمر الصحفي عن البدء
في إطلاق حوار جدي مع العمال المضربين في "اسنيم" فإن هذا المؤتمر لن
تكون له أي أهمية، حتى ولو تحدث الرئيس ـ وبشكل إيجابي ـ عن كل القضايا العالقة الأخرى.
على الرئيس أن يعلم بأنه إذا
ما التزم في مؤتمره الصحفي بحل عاجل لأزمة "اسنيم" فإنه بذلك يكون قد
فتح نافذة أمل أمام الحوار، وفتح عدة نوافذ أمام موريتانيا للخروج من أزماتها السياسية والاقتصادية
والاجتماعية المتعددة . أما إذا ما ظل الرئيس يصر على موقفه السلبي من أزمة "اسنيم"
فعليه أن يعلم بأنه قد حكم على الحوار بالفشل، وبأنه قد حكم على موريتانيا بأن
تسير في نفق مظلم قد لا تخرج منه أبدا.
بالمختصر المفيد: على الرئيس
أن يعلم بأن عدم المسارعة في حل أزمة "اسنيم" سيؤدي إلى انهيارها، وأن انهيار
"اسنيم" في ظل هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة
التي تمر بها البلاد سيعني انهيار النظام الحاكم.
البرقية الثانية : لقد أصبح من الضروري بل ومن الملح جدا أن يعلن الرئيس ـ وبلغة فصيحة وصريحة ـ بالتزامه بأنه لن يغير
الدستور الموريتاني خصوصا في مواده المتعلقة بعدد المأموريات وبسن الترشح، وبأن أي
مبادرة من بعض أنصاره للمطالبة بتعديل الدستور سيعتبرها بمثابة الإساءة إليه .
وعلى الرئيس أن يعلم بأن أي حديث غير صريح عن هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحفي
المنتظر سيزيد من عدم الثقة لدى المعارضة، و سيضاعف من شكوكها في دعوته للحوار.
وبالمختصر المفيد: على الرئيس
أن يعلم بأنه إذا لم يعلن وبلغة فصيحة وصريحة بأنه لن يعدل الدستور فإنه بذلك يكون
قد حكم على فشل الحوار من قبل انطلاقه.
البرقية الثالثة: من المستحب
أن يعلن الرئيس في مؤتمره الصحفي لهذا المساء عن نيته في جعل ما تبقى من مأموريته
الثانية مجرد فترة انتقالية من أجل تجاوز الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
التي تتخبط فيها البلاد.
البرقية الرابعة: على الرئيس
أن يوجه رسالة خاصة إلى مدن وقرى الحوضين، وعليه أن يعتذر من خلال تلك الرسالة عن
الوضعية الصعبة التي يعيش فيها أهل هذه المنطقة، وعليه أن يعتذر لهم عن تقصير
حكومته في تنفيذ البرامج والمشاريع الخاصة بهم، وعليه أن يحاسب المسؤولين
المباشرين عن تعثر تلك المشاريع.
البرقية الخامسة : على الرئيس
أن يثمن خلال مؤتمره الصحفي رد المنتدى
الوطني للديمقراطية والوحدة، وعليه أن يعلن خلال هذا المؤتمر بأن حكومته ستدرس وبعناية
فائقة كل ما جاء في وثيقة المنتدى، وبأنها ستبذل كل الجهود من أجل أن يكون ردها
على تلك الوثيقة ردا إيجابيا وباعثا لثقة الشركاء السياسيين.
ختاما: على الرئيس أن يعلم
بأن هناك جملة من الأمور عليه أن يقدم فيها أجوبة واضحة وصريحة جدا (أزمة اسنيم ـ تعديل
الدستور ـ رد المنتدى)، وعليه أن يعلم بأنه إن لم يقدم أجوبة صريحة على هذه
القضايا فإنه بذلك يكون قد حكم على الحوار بالفشل، وإذا ما فشل الحوار فإن الكل
سيخسر، ولكن الخاسر الأول سيكون الرئيس ونظامه الحاكم الذي يحيط به من الأزمات
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ما لا يمكن له أن يواجهه بمفرده.
إن فشل الحوار يعني بأن
النافذة الوحيدة التي كان يمكن للرئيس أن يخرج منها بشكل آمن بعد مغادرته للرئاسة
قد تم إغلاقها وبشكل نهائي.
حفظ
الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق