سؤال
: هل يحق للأحزاب السياسية أن تقوم بأنشطة تطوعية؟
جواب
: في بلد كبلدنا ما يزال فيه المجتمع المدني ضعيفا فإن من أهم الأعمال التي يجب
على الأحزاب القيام بها هي العمل التطوعي.
سؤال
: هل يمكن أن نسمي هذا العمل عملا تطوعيا إذا ظهر المشاركون وهم يحملون شعارات حزب
سياسي أم أنه علينا أن نعتبر ذلك العمل مجرد عمل انتخابي، إن لم يكن رشوة صريحة
ومبكرة للناخب؟
جواب
: إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعرف إن كان ذلك العمل خالصا لوجهه أم أنه مجرد
رشوة، وهو وحده الذي سيحاسب من قام بذلك العمل فيتقبله منه أو لا يتقبله.
أما
حكمنا نحن عليه بصفتنا من مواطني هذا البلد ففي اعتقادي بأنه علينا أن نصفق لمن قام
بذلك العمل بأيادينا و بأرجلنا أيضا، وذلك لجملة من الأسباب:
1 ـ
أن هناك مواطنين ضعفاء يعيشون كارثة حقيقية وتخلى عنهم الجميع سيستفيدون وبشكل
مباشر من هذا العمل، حتى وإن كانت تلك الاستفادة مجرد استفادة محدودة جدا.
2 ـ
إن أي نشاط تطوعي يقوم به أي حزب موريتاني خارج أيام الحملة الانتخابية لصالح مجموعة
من المواطنين لن أعتبره إطلاقا بمثابة رشوة.
3 ـ
لو أتيح لي أن أشاهد حزبا سياسيا معارضا يقوم بنشاط كهذا في جوف الليل متسترا، أو
يقوم به دون أن يرفع شعاره الحزبي لناشدته بأن يضع شعاراته ليراها الناس، وذلك
لثلاثة أسباب:
أولها:
أن ظهور ذلك الحزب وبشعاراته سيُحرج الحكومة التي لم تفعل شيئا للمواطنين، وهذا بالذات
يدخل في صميم العمل السياسي للأحزاب، خاصة من يعارض منها.
ثانيها
: إن هذا النوع من العمل قد يؤدي إلى تنافس بين الأحزاب في مجال خدمة المواطنين من
خلال العمل التطوعي، وبالتأكيد فإن تلك المنافسة إن حدثت ستعود بالخير على البلد كله.
ثالثها
: أن يخصص حزب ما جزءا من ميزانيته الدعائية والانتخابية للعمل التطوعي في غير
فترة الحملات فإن ذلك سيبقى أفضل بكثير من تخصيص تلك الميزانيات لاستيراد الصور
المكبرة أو لضرب الخيام وإنفاق المبالغ الطائلة على سهرات فنية لن يستفيد منها
البسطاء من الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق