الثلاثاء، 7 مايو 2013

صورة وقصتان(تدوينة)


هذه صورة تشجع على التسرب المدرسي، وربما يكون قد نشرها واحد من أولئك الذين فشلوا في دراستهم، لكي يبرر بها فشله الدراسي.
وما فات صاحب هذه الصورة هو أن العباقرة الثلاثة الذين لم يكملوا تعليمهم، ومع ذلك حققوا انجازات عظيمة، كانوا سيحققون إنجازات أعظم لو أنهم تمكنوا من إكمال تعليمهم.
أما صاحبنا الرابع والذي درس عشر سنوات بعد الثانوية العامة، ومع ذلك فلم يحصل إلا على وظيفة سائق، حسب ما فهمتُ من الصورة، فربما كان سيصبح متسولا لو أنه لم يدرس كل تلك المدة الطويلة..

عموما قيمة العلم لا تقاس فقط بالوظيفة والثروة.
وهناك قصة خيالية قد تخدم الصورة، ولا تخلو هي أيضا من مغالطة:
تقول القصة بأن هناك ثلاثة أشخاص دخلوا المدرسة في يوم واحد:
الشخص (A) : تسرب من المدرسة من قبل أن يُكمل تعليمه الابتدائي.
الشخص  (B)  : تسرب من قبل أن يحصل على الباكالوريا.
الشخص (C) : أكمل تعليمه وحصل على شهادة عالية.
وبعد عقدين من الزمن حصل الشخص (C) على وظيفة في شركة مديرها العام هو الشخص (B)، أما مالكها فلم يكن إلا الشخص (A) الذي لم يكمل المرحلة الابتدائية.
وهناك قصة أخرى تخدم الصورة، ولكنها واقعية، ولا تخلو هي أيضا من مغالطة:
تتحدث هذه  القصة عن  ثلاثة أشخاص:
الشخص (A): تسرب من المدرسة من قبل أن يُكمل تعليمه الابتدائي (حسب ما يقال).
الشخص (B): واصل تعليمه حتى حصل على شهادة جامعية، وترقى في الوظائف حتى أصبح وزيرا، وذلك من قبل أن ينتقل إلى العمل في بعض المؤسسات الدولية.
الشخص (C) : تماما كالشخص (B) فقد واصل تعليمه حتى حصل على شهادة جامعية، وترقى في الوظائف حتى أصبح محافظا للبنك المركزي في بلده، وذلك من قبل أن ينتقل إلى العمل في بعض المؤسسات الدولية.
وبعد فترة من الزمن:
تمكن الشخص (B) من أن يصبح  الرئيس الأكثر شرعية في كل تاريخ بلده، ولكنه لم يستطع أن يُحافظ على الرئاسة، وارتكب أخطاءً جسيمة استغلها الشخص (A) الذي لم يكمل تعليمه، فانتزع منه الرئاسة بتحالف مؤقت مع الشخص (C) الذي سيكتشف بعد فوات الأوان بأن الشخص (A)  قد ضحك عليه، كما ضحك من قبل ذلك على الشخص (B).
ــــــــــــــــــ
ملحوظة : أي تشابه بين شخصيات هذه القصة الأخيرة مع شخصيات واقعية فهو مقصود، مقصود، مفصود...   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق