الأحد، 30 سبتمبر 2012

كيف نوقف الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات؟ (2/2)



في الجزء الأول من هذا المقال تحدثت بكثير من الأرقام وبلغة جادة عن الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، ومع ذلك فلم أستطع أن أقدم تفسيرا منطقيا لتلك الزيادات. أما في هذا الجزء من (الحكاية/ المقال) فإني سأتحدث بلغة ساخرة عن الزيادات المتكررة والمستفزة، و سأبحث لها عن تفسيرات ساخرة، بعد أن فشلتُ في إيجاد تفسيرات جادة لها.
وفي هذا الجزء من المقال سأعتمد على بعض الخواطر والتدوينات التي كنت أسجلها ـ أولا بأول ـ على صفحتي الشخصية في الفيسبوك كلما حدثت زيادة في أسعار المحروقات، ومن بين تلك  الخواطر و التدوينات اخترت لكم الطائفة التالية، والتي تصرفت فيها شيئا قليلا، حتى تكون صالحة للنشر كمقال.
(1)
كيف نوقف الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات؟
لو استشارني الرئيس ـ وهو لن يستشيرني قطعا ـ  لأشرت عليه بأن يزيد سعر لتر البنزين ليصل إلى ألف أوقية مرة واحدة، حتى نستريح من هذه الزيادات المتكررة، فالشعب لن يتحرك بسبب تلك الزيادة، ثم بعد ذلك ما عليه إلا أن يقوم بتخفيضات شهرية بخمس أو عشر أواق في كل شهر، على لتر البنزين، ثم يقدم تلك التخفيضات على أنها انجازات عظيمة تحققت في مثل هذه ظل الظرفية الدولية الصعبة التي يمر بها العالم، وهكذا تتبدل الحكاية.
ومثل هذه الفكرة ستخفف كثيرا الضغط على الطرق، وستتيح لوزراء حكومة معاليه أن يتحدثوا عن إنجازات أخرى غير تشييد الطرق. فبدلا من أن يتحدث  وزير التوجيه الإسلامي أو وزيرة المرأة أو وزراء التعليم أو وزير الخارجية أو غيرهم من الوزراء عن تشييد الطرق في إطار الحديث عما تحقق من إنجازات في قطاعاتهم الوزارية، فسيكون بإمكانهم مستقبلا ـ إذا تم التطبيق الحرفي لهذه الفكرة ـ أن يتحدثوا عن مجال آخر، وهو التخفيضات الكبيرة التي شهدتها أسعار المحروقات، والتي ستنخفض ـ بعد التطبيق الحرفي لهذه الفكرة ـ من ألف أوقية للتر،  إلى 700 أو 600 أوقية مثلا.

(2)
أين هي مهنية الصحافة؟
إننا نطلب من صحافتنا الحرة أن تكون أكثر مهنية، وأن تفرق بين ما يمكن أن يكون خبرا، وما لا يمكن له أن يكون كذلك.
فزيادة أسعار المحروقات لم تعد خبرا يستحق النشر، لذلك فنطلب منها أن تتوقف عن تتبع الزيادات اليومية في أسعار المحروقات.
إن الخبر في ظل العهد الحالي أصبح : " في هذا اليوم لم تحدث أي زيادة في أسعار المحروقات"، لذلك فنحن نطلب من الصحافة أن تنشر لنا خبرا عاجلا كلما مر يوم لم ترتفع فيه أسعار المحروقات .
فأن يعض الكلب رجلا فذلك ليس بخبر، ولكن أن يعض الرجل كلبا فذلك هو الخبر الذي يستحق النشر.

(3)
نحن والأردن
لسان حال الرئيس محمد ولد عبد العزيز يقول : الحمد لله الذي جعلني رئيسا لموريتانيا لا رئيسا أو ملكا على الأردن، فنحن هنا نزيد أسعار البنزين بشكل متتالي، ولا يحدث أي شيء، وهم عندما زادوها في الأردن زيادة بسيطة اشتعلت الأوضاع عندهم، وثاروا ضد الحكومة وطالبوا بإقالتها..

(4)
زيادة أسعار المحروقات هي لصالح الفقراء
هذه الزيادات المتكررة إنما هي  لصالح المواطنين لأنها ستزيد من الكلفة المادية للانتحار عن طريق الاشتعال بالبنزين، وبالتالي فإنها ستحد من  ظاهرة الانتحار، والتي أصبحت تشكل ظاهرة مقلقة في بلدنا. فهذه الزيادات ستجعل الانتحار بالبنزين  مكلفا، ولا يتناسب مع القدرة الشرائية الضعيفة للمواطنين، نظرا لسعره المرتفع جدا، وهو ما قد يجعل من يفكر في الانتحار بالبنزين ـ على الأقل ـ من أصحاب الدخول الدنيا يتراجع عن الانتحار، ويعدل عنه بسبب غلاء البنزين.

(5)
هذه الزيادات المتكررة تدعم نظريتي
 إن هذه الزيادات المتكررة في أسعار المحروقات تدخل في إطار الجهود الجبارة التي يبذلها الرئيس  محمد ولد عبد العزيز من أجل إسقاط الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
فالرئيس محمد عبد العزيز ربما أراد بهذه الزيادة أن يستفز الشعب الموريتاني ويجبره على الثورة بعد أن فشلت المعارضة في ذلك، وبعد أن عرفت أنشطتها ركودا كبيرا في الآونة الأخيرة.
 ولقد قلت لكم سابقا بأن أخطاء عزيز ـ لا جهود المعارضة ـ هي التي ستسقط نظام عزيز، ولقد قلت لكم ذلك في إطار نظريتي "عزيز يعارض عزيزا"، والتي كنت قد حدثتكم عنها سابقا في سلسلة من المقالات.
تصبحون على تفسير منطقي للزيادات المتكررة في أسعار المحروقات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق