الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

الكلام المباح


لقد كشفت المعركة الأخيرة التي دارت بين قواتنا المسلحة والقاعدة الغطاء عن حقائق مؤلمة جدا. وهي حقائق لم يعد بالإمكان تجاهلها، خاصة في هذه الأيام التي تسبق الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال والتي يجب علينا أن نجعل منها ظرفا زمنيا لمحاسبة أنفسنا حسابا عسيرا، إذا ما كنا نريد ـ حقا ـ أن تكون الاحتفالية القادمة بداية لانطلاقة جديدة تخرجنا من هذا الواقع البائس الذي نتخبط فيه منذ نصف قرن.
الحلقة الأضعف:
لقد أثبتت المعركة الأخيرة بأننا الحلقة الأضعف ـ من بين كل دول المنطقة ـ من حيث الحس الوطني، ومن حيث الولاء للوطن. فالموريتاني لا يزال هو ذلك الإنسان الضائع والمشتت بين عدة ولاءات. وهو لا يزال ذلك الإنسان الذي يجعل ولاءه القبلي، و الجهوى، والعرقي، والقومي، وحتى الإيديولوجي فوق ولائه الوطني.
ومما يؤسف له حقا أنه في الوقت الذي يرتفع فيه الحس الوطني لبعض دول الجوار إلى مستويات عليا غير صحية، فإنه ينخفض لدينا إلى مستويات دنيا غير صحية.
فإذا كانت الجزائر ـ مثلا ـ قد عاشت حالة استنفار شارك فيها المثقفون والأكاديميون والإعلاميون والبسطاء من عامة الشعب الجزائري لمناصرة منتخبهم الوطني في مباريات رياضية مع مصر، فإن موريتانيا قد عاشت لا مبالاة غير مسبوقة شارك فيها رسميوها ومثقفوها وإعلاميوها و بسطاؤها لخذلان جيشها في معركته الأخيرة التي خاضها مع بعض عناصر القاعدة في الشمال المالي, بل إن بعض هؤلاء المثقفين والإعلاميين والسياسيين لم يستطع أن يخفي شماتته حتى من قبل أن يتوقف إطلاق النار.
لقد بات جليا بأننا بحاجة ماسة إلى إعادة ترتيب ولاءاتنا بطريقة متوازنة وسليمة، ووفق منطق سليم يجعل الولاء للوطن يسبق أي ولاء آخر. فلم يعد من المقبول أن ننظم المسيرات التضامنية مع الشهداء الفلسطينيين والعراقيين والأتراك ونفشل في تنظيم مسيرة تضامنية واحدة مع شهدائنا الذي سقطوا في ساحة الشرف وهم يحاربون دفاعا عن الوطن. حتى التعازي فقد تأخرت كل الأحزاب في تقديمها باستثناء الحزب الحاكم الذي لم يقدمها أصلا، رغم أنه كان سباقا في إصدار بيان يعبر فيه عن دعمه للقواتنا المسلحة، أو على الأصح يعبر فيه عن دعمه لرئيس الجمهورية. ولو كان بيان الحزب الحاكم جاء لدعم قواتنا المسلحة لأستنكر موقف الإعلام الرسمي السلبي . ومن غرائب رئيس الحزب التي لا تنتهي أنه هدد الصحافة الأجنبية بسحب التراخيص، ولم يتحدث عن تقصير الإعلام الرسمي.
فلم يعد من اللائق أن ننسب إلينا شهداء فلسطين و العراق وأفغانستان، ولا نستطيع أن ننسب إلينا شهداء جيشنا. فالكثير منا لا زال يصر على أن يسميهم بقتلى الجيش الموريتاني، أما القلة التي تحتسبهم عند الله شهداء، فإنها تسميهم بشهداء الجيش الموريتاني.
فمن العصي على الفهم حقا أن ترق قلوبنا وتتألم لإخواننا العرب والمسلمين خارج حدودنا، ولا ترق تلك القلوب وتتألم لإخواننا العرب والمسلمين الذين يتقاسمون مع الوطن.
ورغم أننا قد تعودنا على أن ننظم ـ وبإجماع ـ مسيرات تضامنية مع الأشقاء خارج الحدود، فقد فشلنا في أن ننظم مسيرات مشابهة تضامنا مع أشقائنا المنكوبين داخل الوطن ( الطينطان مثلا ). ومن المفارقات أن نخبنا النشطة في مجال تنظيم المسيرات والوقفات التضامنية مع الأشقاء، هي من أكسل النخب في العالم عندما يتعلق الأمر بتنظيم المسيرات التي تهتم بقضايا المواطنين ( ارتفاع الأسعار، الفيضانات..). فالحمالون الذين كان من المفترض أن يثيروا الشفقة نظرا لظروفهم الصعبة، لم يجدوا من يساندهم في تحركاتهم الماضية. كما أن أهم احتجاجات عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة ( ثورة الجياع) قد تمت بشكل عفوي، و في ظل غياب تام وكامل للأحزاب وللنخب التي عودتنا دائما على خذلان الضحايا والمظلومين والمنكوبين والمستضعفين داخل البلاد.
وهذه ـ بالتأكيد ـ ليست دعوة للقطرية معاذ الله، وليست دعوة للتخلي عن أهلنا في فلسطين أو في أي قطر عربي أو إسلامي أو إفريقي آخر. وإنما هي دعوة لنخبنا لأن تهتم بالموريتانيين العرب والأفارقة المسلمين الذين يسكنون الديار الموريتانية، بنفس مستوى اهتمامها بغيرهم من العرب أو الأفارقة المسلمين الذين يسكنون ديارا عربية أو إفريقية أو إسلامية أخرى.
وهناك حادثة كنت شاهدا عليها ربما تختزن كل الكلام المباح الذي قد لا أوفق في التعبير عنه في هذا المقال. ففي وقفة تضامنية مع قافلة الحرية 1 أمام ممثلية الأمم المتحدة، تواجد بعض الشباب الذين كانوا يرتدون أعلاما فلسطينية، وتركية، وموريتانية. أحد المشاركين في الوقفة وهو كهل " وقور" التفت إلى شاب يرفع العلم الموريتاني وطلب منه أن يرفع العلم الفلسطيني أو التركي بدلا من قطعة القماش تلك التي يرفعها!!!!!!!!!!!!!!
أزمة الإعلام
لقد أثبتت المعركة الأخيرة بأن إعلامنا "الوطني" يعيش أزمة عميقة. فمن المثير للاشمئزاز أن لا نشاهد على شاشة التلفزيون إلا الأغاني في الوقت الذي كان فيه بعض جنودنا يخوضون معارك شرسة مع عدو شرس في الشمال المالي.
ولقد كشفت تلك المعركة بأن التلفزيون لا يملك شيئا يقدمه للمشاهدين في لحظات حدوث الكوارث التي تستدعي توقيف بث الأغاني. فعندما يوقف التلفزيون بث الأغاني فإنه لا يجد بديلا يقدمه، اللهم إذا استثنينا مشاهد من البادية الموريتانية والتي تبقى أهم ما يقدمه التلفزيون من البرامج في الوقت الحالي لأنها لا تحتاج لتعليق.
لقد طلب الرئيس أكثر من مرة من التلفزيون أن يهتم بمشاكل وهموم المواطنين. فهل الحرب مع القاعدة ليست من هموم المواطنين التي على التلفزيون أن يهتم بها؟ ومن يتحمل المسئولية فيما حدث فهل هو الرئيس الذي عين المدير؟ أم هو المدير الذي لم يطبق تعليمات الرئيس في تقريب التلفزيون من هموم المواطنين؟ أم المسؤولية يتحملها الصحفيون العاملون في هذه المؤسسة والذين يتحمسون ويبدعون في برامج التأييد والمساندة للنظام، ويفشلون دائما في تقديم برامج تهتم بقضايا الوطن والمواطن؟ أم أن هؤلاء لا يسمح لهم بتقديم ما يهم المواطن؟ وإذا كان لا يسمح لهم بذلك فلماذا لا يصدعون بذلك ؟ ولماذا لا يستقيلون مادام لا يتاح لهم تنفيذ الأوامر السامية لرئيس الجمهورية ؟
المؤكد أن الإعلام الرسمي وبالأخص التلفزيون قد ارتكب جريمة شنعاء في حق الجيش، والشعب، والدولة. وهي جريمة يجب أن لا تمر بدون حساب.
والصحافة المستقلة لم تسلم ـ هي أيضا ـ من ارتكاب بعض الأخطاء التي يجب التوقف عندها. وسيتم تقديم مؤسسة "السراج" كنموذج لأنها كانت رائدة في التغطية السلبية للمعارك الأخيرة. فلم تترك "السراج" خلال أيام المعركة أي إشاعة لصالح القاعدة إلا ونشرتها كخبر. في حين أنها كانت تتجاهل كل الإشاعات التي كان يمكن اعتبارها في صالح قواتنا المسلحة. و"السراج" التي عودت قراءها على نشر كل ما تسطره الصحافة الجزائرية ـ أولا بأول ـ من مقالات وتحاليل وأخبار تتهم موريتانيا بخوض حرب بالوكالة، وبالتحالف مع الشيطان، وبالعمالة لفرنسا، قد فاتها هذه المرة أن تنشر ما تحدثت به "الوطن" الجزائرية، عن وجود أكبر قاعدة تنصت عسكرية أمريكية سرية في المنطقة، تضم 400 عسكري أمريكي في مدينة " تنمراست" في جنوب الجزائر.
وسأقدم هنا مثالين من الأخطاء التي ارتكبتها "السراج" خلال تغطيتها لمعركة الجمعة في الشمال المالي:
المثال الأول : في آخر عدد أي العدد الصادر يوم الخميس 23 ـ 09 ـ 2010 كتبت "السراج" في عنوانها الأبرز في صفحتها الأولى: " القاعدة تقدم الحصيلة". والملاحظ أن هذه الصياغة قد توحي للقارئ بأن ما قدمته القاعدة في بيانها هو الحصيلة الحقيقة للمعركة.
ورغم أن الصحيفة قدمت كل الحصيلة التي ذكرتها القاعدة في صفحتها الأولي، وبخط كبير وواضح، إلا أنها مع ذلك لم تخصص جملة واحدة من ذلك النص الطويل الذي كتبته في صفحتها الأولى، لتكذيب الجيش الموريتاني لذلك البيان. فالمهنية والحياد كانت تفترض أن تتم الإشارة إلى رد الجيش الموريتاني على بيان القاعدة، حتى ولو تعاملنا مع الجيش في تغطيتنا للمعركة على أنه جيش دولة أجنبية. وعندما تقلب صفحات العدد الداخلية فستجد أن "السراج " خصصت كل صفحتها الثالثة ـ وهي الصفحة السياسية للجريدة ـ لبيان القاعدة. في حين أنها اكتفت بتخصيص فقرة قصيرة جدا، بعنوان باهت جدا، في مكان قصي من الصفحة الثالثة لرد الجيش الموريتاني. وهي فقرة يصعب على القارئ أن يواصل قراءة البيان حتى يصل إليها.
المثال الثاني: أقدمه من موقع السراج الالكتروني. لقد كان أول خبر طالعته في الموقع بحلته الجديدة خبرا تحت عنوان:" ارتفاع ضحايا الجيش الموريتاني إلى 11 قتيلا"، وفي تفاصيل هذا الخبر لم أعرف كيف وصل عدد " الضحايا" أو "القتلى" إلى 11. فالخبر في تفاصيله قد تحدث عن 6 أعلنت عنهم وزارة الدفاع، وعن اثنين توفيا بعد ذلك متأثرين بجروحهم. المهم أن الخبر قدم لنا " فتحا" جديدا في الرياضيات حيث أصبحت 6 + 2 = 11.
ويظهر عدم الموضوعية أيضا في الاستطلاع الذي تنظمه " السراج " حاليا، والذي تحاول فيه أن تجيب على السؤال: " كيف ترى الحرب على القاعدة" ؟ لن أتساءل هنا عن السبب وراء اختيار الحرف على في السؤال بدلا من الحرف مع. بل سأتساءل عن السبب في اختيار ثلاث إجابات منها إجابتان ضد الحرب: حرب بالوكالة، خطوة غير محسوبة. وإجابة واحدة مع الحرب: رد لعدوان.
وإن كان لابد من الانحياز فقد كان أولى بمؤسسة " السراج " وغيرها من الصحف المستقلة أن تنحاز للجيش الموريتاني أثناء المعركة، حتى ولو كانت تعارض الحرب. ولقد كان على "السراج" أن تنتظر حتى يتوقف القتال للتعبير ـ وبكل حرية ـ عن رأيها المعارض للحرب. أما أثناء إطلاق النار فليس من الحكمة أن نروج لرواية العدو عن المعركة، أكثر من ترويجنا لرواية جيشنا. خاصة أننا لا نملك دليلا يجعلنا نرجح رواية العدو على حساب رواية الجيش، فكل من الروايتين يحتمل الخطأ والصواب على حد سواء. ومن "الأخلاق السياسية " أنه في وقت الكوارث لا يجوز أن نحاسب المسؤول عنها قبل أن ننقذ المنكوبين.فالمحاسبة أثناء الكارثة ليست إلا نوعا من التشفي. نفس الشيء بالنسبة للمعارك، خاصة منها تلك التي نعلم بأنها لن تحول بيننا وبين ما نريد قوله إلا لمدة يومين أو ثلاثة كما هو الحال في معركة " حاس سيدي".
الحقائق الأربع:
لقد أثبتت معركة الجمعة بأنه لا يزال هناك تباين كبير في الآراء حول الحرب على الإرهاب، لذلك فإنه من الضروري أن يستمر النقاش حول هذا الموضوع.
وفي اعتقادي الشخصي أنه على النظام الحالي أن يركز على النقاط التالية:
1 ـ أن يواصل الحوار مع المحسوبين على هذا التنظيم، وأن يستمر في العفو عن كل من يعلن تراجعه من السجناء.
2ـ لابد من التشاور مع القوى السياسية، وإطلاعها على مستجدات الأمور. فالحرب ـ أي حرب ـ يتحمل الجميع كلفتها، لذلك فإنه من الضروري التشاور مع الجميع وإطلاعه على كل المستجدات أولا بأول. وهذا لا يعني إفشاء المعلومات العسكرية، أو الإخبار بالعمليات قبل تنفيذها، فتلك معلومات عسكرية و استخباراتية ليس من حق السياسيين أن يطالبوا بالإطلاع عليها.
3 ـ لا بد من العمل الجاد من أجل بناء جبهة داخلية قوية ومتماسكة، وهو ما يحتاج من السلطات الحاكمة أن تقوم بخطوات ملموسة وجادة في هذا المجال. أما الأساليب المتبعة حاليا فلن تؤدي لنتيجة، لأنها تقتصر على تصريحات حادة من رئيس الحزب الحاكم ـ كلما كانت هناك عملية عسكرية ـ يطالب فيها المعارضة بأن تكون وطنية وأن تقف مع الجيش الوطني في هذه المرحلة التاريخية الحرجة.
4 ـ لقد طالب البعض بضرورة مصادقة البرلمان على الحرب ضد القاعدة وهو مطلب كان بإمكان الرئيس الحالي أن يحققه لخصومه. فالبرلمان الحالي لن يمانع في حرب ضد "الصين" إذا ما طُلِب منه ذلك. على كل حال تلك مسألة قانونية يرجع القول الفصل فيها إلى الدستور.
حجج واهية:
ولقد قدم المعارضون للعمليات العسكرية في الشمال المالي بعض الحجج، لعل من أكثرها وجاهة حجتين يمكن الرد عليهما على النحو التالي:
أولها : مطالبة البعض من الجيش الموريتاني أن لا يحارب القاعدة في الشمال المالي، وأن " يرابط" في أراضيه، وأن ينتظر العدو داخل الأراضي الموريتانية.
وهذا المطلب يفرض علينا أن نطرح الأسئلة التالية: كيف سيحارب الجيش القاعدة في الأراضي الموريتانية ؟ هل سينتظر قدوم " قنبلة بشرية " وانفجارها في مكان ما ليطلق عليها الرصاص بعد ذلك؟ وهل الجيش الموريتاني لديه القدرة على أن يحرس كل متر من الحدود الشاسعة، وأن يمنع عبور من يعتقد بأنه لا ينتظر لدخول الجنة إلا أن ينفجر في بقعة ما من الأراضي الموريتانية الشاسعة؟ إن عمليات جيشنا في الأراضي المالية ستحقق ـ إن تواصلت ـ هدفا في غاية الأهمية، وهو أن نحدد نحن مسار، ومكان المعركة، وذلك من أجل أن تقتصر كلفتها البشرية على قواتنا المسلحة.
فالحرب اليوم تكاد أن تقتصر على معارك ومناوشات في الشمال المالي بين قواتنا المسلحة والإرهابيين. وهذه هي أهم المكاسب التي يمكن أن نحققها في الوقت الحالي، حتى ولو أدى ذلك لسقوط المزيد من الشهداء في صفوف قواتنا المسلحة.
إن الربح والخسارة في هذه الحرب ـ على الأقل في بدايتها ـ لا يمكن أن يحسب بعدد من استشهد من قواتنا المسلحة، أو بعدد القتلى من تنظيم القاعدة. إن الانتصار في هذه الحرب سيتحقق لو استطاع جيشنا أن يفرض على الإرهابيين ساحة جديدة للحرب خارج الأراضي الموريتانية. المشكلة هنا أن الأصوات المعارضة للحرب على القاعدة تعمل ـ بقصد أو بغير قصد ـ لإحداث شرخ في العلاقات المالية الموريتانية ستكون من نتائجه أن تعود أراضينا إلى ميدان وساحة لهذه الحرب.
ثاني الحجج التي يحتج بها المعارضون: أننا الحلقة الأضعف وأنه علينا أن لا نحارب القاعدة، إلا إذا كان هناك تنسيق إقليمي لمحاربتها.فماذا لو ظلت مالي ترفض أن تحارب القاعدة؟ وماذا لو ظلت الجزائر ترفض ـ لسبب أو لآخر ـ أن تنسق معنا ميدانيا في هذه الحرب؟ وهل يُشرع لنا ذلك أن نستسلم للقاعدة كما استسلمت مالي، وأن نجود عليها بجزء من صحارينا الشاسعة، كما جادت عليها مالي بجزء من صحاريها؟
حديث بعضنا عن " الحلقة الأضعف " في المنطقة يذكر بحديث آخر، عن دولة ضعيفة أخرى مثلنا، كانت تواجه عدوا أكثر قوة وبطشا وشراسة ووحشية، ومع ذلك استطاعت أن تنتصر على ذلك العدو. لقد كان الكثير من اللبنانيين المهزومين يقول بأن قوة لبنان تكمن في ضعفه، وأن عليه أن لا يواجه العدو الإسرائيلي الذي هزم الجيوش العربية مجتمعة.
لقد انتصر لبنان ليس بدموع " الرجال" المهزومين الذين بكوا يومها لكي يظهروا للعدو وللعالم مزيدا من الضعف اللبناني. وإنما انتصر بمقاومة رجال قرروا أن يدافعوا عن أنفسهم ووطنهم بكل ما هو متاح لديهم.
تصبحون في وطن آمن تحسون فيه أنكم مواطنون حقا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق