الاثنين، 15 أغسطس 2022

ذكرى حادث سير


 بعد المشاركة في نشاط لمبادرة "كنتُ طالبا في ثانوية لعيون"، وفي طريق العودة إلى العاصمة نواكشوط وعلى بعد 120 كلم منها، وفي حدود الساعة الثامنة وعشرين دقيقة صباحا وقع حادث سير بشع بسبب اصطدام شاحنة صهريج مليئة بالبنزين وسيارة "رينو اكسبرس"..ولقد توفي على الفور الشابان اللذان كانا في السيارة الصغيرة بينما أصيب سائق الشاحنة ورفيقه بجروح طفيفة..

عند وصولنا إلى مكان الحادث كان المشهد كالتالي:
ـ السيارتان على حافة الطريق، الشاحنة منقلبة والسيارة الصغيرة غير بعيدة منها و قد تعرضت مقدمتها إلى أضرار جسيمة.
ـ البنزين كان يتدفق من الشاحنة وكان هناك من يحاول أن يملأ منه بعض "جركانات".
ـ الشابان الموجودان في السيارة الصغيرة كانا قد توفيا على الفور..رفيق السائق غطته قطع السيارة ولم نتمكن من مشاهدة ما يدل على وجوده أصلا بالسيارة، أما السائق فقد كان شابا وقد تمكنا من رؤية ملامح وجهه من قبل أن يغطيه أحدهم بقطعة قماش.
ـ لقد حدث ارتباك بالنسبة لنا نحن الذين وصلنا إلى الحادث في وقت مبكر، وقد تم إشعار الدرك بالحادث فأرسلوا سيارة يوجد بها دركيان.
ـ قال سائق الشاحنة بأن سائق السيارة الصغيرة كان نائما وبأنه نتيجة لنومه وقع الحادث، وبأنه أي سائق الشاحنة حاول وبكل الوسائل الممكنة أن يتفادى الاصطدام ولكنه لم يتمكن من ذلك نتيجة لنوم سائق السيارة الصغيرة.
لم نكد نتجاوز مكان الحادث حتى صادفنا حادث سير آخر، ولكن ولله الحمد لم يخلف هذه المرة ضحايا..وعلى طول طريق الأمل من لعيون وحتى العاصمة فقد شاهدنا العديد من "جثث السيارات" المرمية على جنبات الطريق والتي كانت قد تعرضت لحوادث سير في الفترة الأخيرة.
من الأرشيف :صباح الخميس الموافق 23 أكتوبر 2014.
----
هذا الحادث الأليم وحادث آخر من قبله، وكان أكثر بشاعة، قد كانا من بين أهم الأسباب التي جعلتني أنخرط في حملة توعوية في مجال السلامة الطرقية.
الصورة من حادث في العام 2017 على طريق نواذيبو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق