الأحد، 10 مايو 2020

لماذا العلم الآن؟



لا أظن أن دعوة الدبلوماسي الكبير أحمدو ولد عبد الله لاستعادة علم الاستقلال كانت في محلها، وذلك لسببين اثنين:
1 ـ من حيث ترتيب الأولويات فهناك مشاكل وتحديات أكثر استعجالا من استعادة علم الاستقلال
2 ـ إن الضرر المترتب على استعادة علم الاستقلال أكبر من النفع الذي سيتحقق من خلال استعادته...إن عملية تكرار تغيير العلم تنزع من العلم هيبته، حتى ولو كانت عملية التغيير من أجل استعادة علم نعتبره هو العلم الشرعي...ليس من المناسب أن يتغير العلم كل سنة أو سنتين.
ــــــ
أوضح هنا بأني كنتُ من المتمسكين بعلم الاستقلال، وشاركتُ في أغلب الأنشطة التي تم تنظيمها للتعبير عن التمسك بعلم الاستقلال، وللدفاع عنه، بل أني قدمتُ مقترحا في هذا الصدد للمعارضة، وفي اعتقادي بأنه لو كان أخذ بذلك المقترح لوجد الرئيس السابق صعوبة في تغيير العلم، وهذا نص المقترح:
"إطلاق حملة كبرى لمدة أشهر لرفع علم الاستقلال على أسطح المنازل والمحلات، على أن تنطلق هذه الحملة بعد أول يوم من الإعلان الرسمي عن نتائج الاستفتاء، وتستمر حتى يوم 28 نوفمبر 2017. مثل هذه الحملة كانت ستستفيد من المزاج الشعبي الذي كان حينها متمسكا بعلم الاستقلال، وهي من الحملات التي لا يمكن مواجهتها بالقمع لأنها لا تتطلب تجمعا جماهيريا في أمكنة محددة، هذا بالإضافة إلى أن كلفتها المادية لن تكون كبيرة إذا ما قورنت بكلفة إحدى المسيرات الكبرى ..بعد مرحلة من إطلاق هذه الحملة كان سيتم الوصول إلى المرحلة الحرجة التي سيصبح فيها رفع علم الاستقلال موضة وشكل من أشكال التعبير التي يلجأ إليها المحتجون وأصحاب المظالم للتعبير عن الاستياء والرفض. إن إطلاق حملة من هذا النوع كانت ستشكل نمطا من العصيان المدني الذي لا يمكن مقاومته، وكانت ستربك السلطة، وستجعلها في موقف حرج عندما تقرر رفع العلم الجديد في يوم 28 نوفمبر 2017، وذلك لأنها كانت ستجد علم الاستقلال قد رفع فوق أسطح آلاف المنازل والمحلات.
إن إطلاق حملة من ذلك النوع كانت ستربك السلطة وستجعلها أمام الأمر الواقع."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق