أوقفوا استخدام الكلام الساقط في نقاشاتكم العامة

صدمتُ كثيرا لما استمعت إلى الكلام المنسوب إلى الفقيه محمد الأمين الشاه، والذي أساء فيه إلى لجنة الأهلة وإلى النصوص والفتاوى التي تصدر في الدولة الموريتانية، بل وأساء فيه إلى كل الدولة الموريتانية.

وفي إساءاته المتعددة الأوجه استخدم الفقيه محمد الأمين الشاه عبارات وكلمات لا يليق استخدامها بمراهق يتعاطى المخدرات، فكيف إذا جاءت  تلك الكلمات والعبارات ممن يعد فقيها، وممن يفتي ويعظ الناس في أكثر من قناة تلفزيونية؟

لقد كان الكلام المنسوب إلى الفقيه محمد الأمين الشاه أكثر من صادم، ولا يعني ذلك بأن لجنة مراقبة الأهلة لا تستحق النقد، بل هي تستحق النقد، ولكن نقدها يجب أن يكون بأسلوب محترم ولائق، وخاصة إذا ما كان ذلك النقد موجها لها من طرف فقيه يفتي ويعظ في أكثر من قناة تلفزيونية.

أخطر ما في الأمر أن مثل هذه العبارات الساقطة التي وصف بها الفقيه محمد الأمين الشاه لجنة الأهلة ستشجع أولئك الذين يخوضون حملات منظمة للإساءة إلى العلماء والمقدسات إلى التمادي في غيهم وإساءاتهم.

لا يكاد يمر يوم في هذه البلاد إلا وطالعنا في مواقع التواصل الاجتماعي كلاما بذيئا ومسيئا موجها ضد علمائنا ومقدستنا، ومما يؤسف له أن المدافعين عن العلماء والمقدسات في مواقع التواصل الاجتماعي قد يجدون أنفسهم في حرج شديد وفي موقف ضعيف لأسباب عديدة منها أن بعض العلماء والفقهاء يضع نفسه ـ عن قصد أو عن غير قصد ـ  في مرمى نيران الأصدقاء من قبل الخصوم، ومن الأمثلة على ذلك تضارب الفتوى المتعلقة بالمسيئ، وفتوى بيع الذنوب، وفتوى الزواج مع الجنيات، ومنها أيضا أن الحروب الإعلامية الطاحنة التي تدور بين أنصار هذه الطائفة من العلماء أو تلك تستخدم فيها كل الأسلحة المحرمة والقذرة. ويمكنكم إذا شئتم أن تتبعوا ما يكتبه بعض المحسوبين على التيار الإسلامي ضد الشيخ عبد الله ولد بيه أو ما يكتبه خصوم ذلك التيار ضد الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وهو الذي يتعرض اليوم ـ كما كان يتعرض بالأمس ـ  لحملات إساءة واسعة تشارك فيها جهات عديدة لا يتسع المقام هنا لتعدادها.

إن حملات الإساءة على العلماء والمقدسات، والتي وصلت اليوم إلى مستويات منذرة بالخطر لها أسباب عديدة منها :

1 ـ الأخطاء الفادحة التي يرتكبها بعض العلماء والفقهاء، وعدم استيعاب البعض منهم لما يحصل في المجتمع من تحولات كبيرة.

2 ـ الحروب الإعلامية الطاحنة التي تدور  من حين لآخر بين أنصار هذا العالم أو ذاك أو هذه الطريقة أو ذلك التيار، وهي حروب تستخدم فيها في بعض الأحيان كل أنواع الأسلحة، وبما فيها تلك الأسلحة المحرمة شرعيا وأخلاقيا.

3 ـ الحملات الواسعة التي تقودها شرذمة قليلة لم تعد تخف عداءها للدين الإسلامي، وهذه الشرذمة القليلة تستغل وبشكل جيد الأخطاء الواردة في النقطتين أعلاه.

لقد آن الأوان لأن نعمل معا من أجل وقف تداول الكلام البذيئ والساقط في نقاشاتنا العامة، فتداول مثل هذا الكلام لا يبشر بخير بل إنه ينذر بخطر قد اقترب، وخاصة عندما يصدر مثل هذا الكلام البذيئ والساقط من فقيه يفتي ويعظ في أكثر من قناة تلفزيونية.

ولا يفوتني هنا أن استغل هذه المناسبة لتذكير بعض السياسيين والكتاب والمدونين بضرورة التوقف عن الكلام البذيئ والساقط الذي يتداولونه في نقاشاتهم العامة في التلفزيونات والإذاعات والمواقع وبشكل أوضح وأخطر على منصات التواصل الاجتماعي.

لقد أفسدتم بكلامكم البذيئ والساقط ذائقة المجتمع، ورب كلمة فاسدة قد تكون أشد خطرا على المجتمع من سرقة أو فساد يمارسه هذا الموظف أو ذاك، مع أن في كل من الأمرين الكثير من الضرر.       

حفظ الله موريتانيا..