الخميس، 6 سبتمبر 2018

حملات معا (تدوينة)


عندما قررنا في العام 2016 أن نطلق حملة ضد حوادث السير اخترنا لهذه الحملة أن تبدأ تسميتها ب "معا"، وذلك لسببين هامين :
أولهما : أننا نعتقد  بأن الحملات التوعوية والتحسيسية تتطلب مشاركة الجميع، ونحن نعتقد أيضا بأن الكل يشارك فيما يحدث من مجازر يومية على  الطرق، وإذا كانت السلطة تتحمل المسؤولية الأكبر، فذلك لا يعني بأن السائقين والركاب والمواطنين بصفة عامة لا يتحملون  هم أيضا جزءا من المسؤولية..وبما أن الكل يتحمل جزءا ـ كبيرا أو صغيرا ـ من المسؤولية، فإن الكل مطالب بالمساهمة في الحد من حوادث السير، ولهذا فقد اخترنا أن نبدأ وسم الحملة ب"معا" بدلا من أوقفوا حوادث السير أو أوقفوا مجازر الطرق، فمثل تلك الشعارات تلقي المسؤولية على جهة واحدة، وتعطي الانطباع بأن من أطلقها يبرئ نفسه من المسؤولية، وبأنه ـ وهذا هو الأخطر ـ ليس على استعداد للمشاركة ميدانيا في الجهود الرامية للحد من حوادث السير.

ثانيهما : لقد كان من الأسباب التي جعلتنا نختار "معا" هو أننا فكرنا عند إطلاق حملة للحد من حوادث السير في العديد من المشاكل التي يعاني منها البلد، وكنا نخطط لأن نخصص لكل مشكلة حملة من هذه الحملات التوعوية والتحسيسية ..ففي العام 2016 نطلق حملة "معا للحد من حوادث السير"، وفي العام 2017 نطلق حملة "معا للحد من القمامة" ، وفي العام 2018 نطلق حملة "معا للحد من تزوير الأدوية " مثلا ، وهكذا. ولكن بعد إطلاق أول حملة من "حملات معا" وجدنا بأن موضوع حوادث السير هو موضوع في غاية التعقيد ويحتاج لسنوات متواصلة من التوعية والتحسيس، ولذلك فلم نتمكن من الانتقال إلى مشكلة أخرى وإلى حملة أخرى.
الآن، ومع تفشي ظاهرة التزوير (سواء كان على مستوى الانتخابات أو على مستوى استيراد الأدوية والمواد الغذائية)، فإنه قد أصبح من اللازم إطلاق نسخة من حملات "معا" للحد من ظاهرة التزوير التي تمارسها للأسف شخصيات "وازنة" لها مكانة دينية وعلمية ومجتمعية كبيرة..تمارسها دون أي شعور بالذنب، وكأن "التزوير" قد أصبح من القيم النبيلة التي يمكن التفاخر بممارستها.
تجدون في أول تعليق رابط لمقال هام كتبه أستاذنا الحسن ولد مولاي أعل عن التزوير، ودعا فيه لقيام حلف فضول ضد هذه الظاهرة المشينة...يشرفني الانتساب لهذا الحلف.
#معا_للحد_من_التزوير

هناك تعليق واحد: