الأحد، 2 سبتمبر 2018

بين صورتين (تدوينة)

السجان : هناك شرط نرجو أن توافق عليه لإطلاق سراحك
السجين : هذا الشرط لا أوافق عليه
السجان : هناك شرط ثان
السجين: هذا أيضا لا أوافق عليه
السجان : والشرط الثالث
السجين: لا أوافق عليه
السجان بلغة متوسلة : وافق لنا على الشرط الرابع وسنطلق سراحك
لحظة صمت (مقصودة ) لمنح السجان تفاؤلا في غير محله
السجين: هذا أيضا لا أوافق عليه...ولكن لدي طلب
السجان : ما هو؟


أريدكم أن تتصلوا بإدارة السجن ليعدوا لي فراشي هناك ..لقد أصبحت لدي ألفة مع السجن وأنا على استعداد للبقاء هناك لعشر سنوات..
كان هذا من مضمون الحوار الذي جرى بين السيناتور ولد غدة ومفوض الشرطة بعد نقل السيناتور ظهر الجمعة من السجن إلى إدارة الأمن تمهيدا لإطلاق سراحه في حالة توقيعه على الرقابة القضائية.
خرج ولد غدة من السجن دون أن يوقع على الرقابة القضائية، ولقد زرته بالأمس في منزله وذكرني اليوم الفيسبوك بهذا الزيارة التي أديتها لنفس المنزل منذ عام تضامنا مع السيناتور وهو في سجنه.
على الرغم مما تعرض له السيناتور ولد غدة من ظلم خلال هذا العام إلا أن موريتانيا كانت بالفعل بحاجة إلى سجين من طينة ولد غدة يثبت لها بأنه بالإمكان الخروج من سجون الظلمة بشروط السجين لا بشروط السجان.
صورتان من منزل ولد غدة ..يفصل بينهما عام من الظلم والبطش ولكنه أيضا عام من الصبر والثبات كانت خاتمته انتصار إرادة السجين على بطش وظلم السجان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق