شهد مساء الاثنين
الموافق 13 أغسطس 2018 ثلاث لقطات لافتة من ثلاث ملفات جمع كل واحد منها بين
الكثير من الظلم والغباء، وسنحاول في هذا المقال أن نستعرض ثلاث لقطات سريعة من
تلك الملفات الثلاث، وذلك بمعدل لقطة عن كل ملف.
اللقطة الأولى:
اختطاف في ظل غياب تهمة
الوجه الظالم في هذه
اللقطة : نقل الدكتور محمد ولد الشيخ المترشح للبرلمان على رأس لائحة وطنية إلى المستشفى العسكري لإجراء عملية جراحية،
وذلك بعد أسبوعين من الاختطاف والاعتقال دون توجيه أي تهمة تبرر عملية الاعتقال
هذه.
الوجه الغبي في
اللقطة : لماذا يتم أصلا اختطاف هذا الدكتور بالذات؟ فهل يشكل الدكتور تهديدا
انتخابيا وسياسيا للنظام الحاكم؟ ألا يوجد معارضون آخرون يهددون النظام انتخابيا
وسياسيا أكثر من الدكتور محمد ولد الشيخ، فلماذا لا يتم اعتقالهم بدلا من الدكتور
محمد ولد الشيخ؟
إن اختيار الدكتور
محمد ولد الشيخ دون غيره، والتعامل معه بهذا المستوى من البطش والظلم ودون أن توجه
له أي تهمة علنية، ليؤكد بأننا أمام نظام ظالم وغبي.
اللقطة الثانية :
تعامل خشن ودعاية مجانية
الوجه الظالم في هذه
اللقطة : إن التوقيت الذي اختارته الشرطة لتوقيف رئيس حركة "إيرا" ومرشح
حزب الصواب على اللائحة الوطنية لم يكن بريئا. وإن إحالة هذا المرشح إلى السجن
مساء الاثنين ليعتبر ظلما بينا، دون أن يعني ذلك بأنه لا يحق للصحفي المتضرر أن
يتقدم بشكوى، أو أن رئيس حركة "إيرا" هو فوق المساءلة القانونية.
الوجه الغبي في هذه
اللقطة : إن أقصى ما يتمناه أي سياسي معارض هو أن يتم قبول ترشحه، وأن يتم بعد ذلك
سجنه أياما قليلة قبل الحملة الانتخابية، فأي دعاية أهم من هذه؟ إن سجن رئيس حركة "إيرا"
في هذه الأيام بالذات ليشكل أكبر دعاية
انتخابية له، وسيجلب له المزيد من المتعاطفين، فهل أرادت السلطة ـ لسبب أو لآخر ـ أن تزيد من شعبية رئيس حركة "إيرا"،
أم أنه غباء النظام هو الذي جعله يمنح هذه الدعاية المجانية لمرشح معارض؟
إن تعامل النظام مع
هذا الملف ليؤكد بأنه نظام ظالم وغبي.
اللقطة الثالثة :
محاكمة بعد عام من سجدن ظالم
الوجه الظالم في هذه
اللقطة : لقد تعرض السيناتور محمد ولد غدة لظلم كبير، ولا خلاف على أنه هو السياسي
الذي تعرض لأقسى ظلم في هذا العهد، ويكفي أن نعلم بأنه هو الوحيد الذي منع من
الترشح للانتخابات البرلمانية، وذلك على الرغم من السماح للمشتركين معه في الملف
بأن يترشحوا.
الوجه الغبي في هذه
اللقطة : من المعروف بأن ملف "رصاصات أطويلة" وما أثير حوله من روايات
متضاربة لا يشرف هذا النظام، ولذلك فقد كان من الغبي جدا فتح هذا الملف من جديد،
وذلك بعد مرور عدة سنوات على الحادثة.
فلماذا تم فتح الملف
الآن؟ ولماذا أتيحت الفرصة للسيناتور ولد غدة ولمحاميه لأن يفندوا الرواية الرسمية
للحادثة، وأن يقدموا حججا قوية داخل قاعة المحكمة وأمام جمهور كبير تؤكد عدم تماسك
تلك الرواية ؟
ولماذا تم اختيار هذا
التوقيت بالذات الذي يسبق حملة انتخابية لإتاحة الفرصة للسيناتور ولد غدة ولمحاميه
لتقديم حجج قوية تؤكد عدم صحة الرواية الرسمية لرصاصات أطويلة؟
إن الخلاصة التي يمكن
أن نخرج بها من هذه اللقطات الثلاث هي أن النظام القائم هو نظام ظالم وباطش ولا
يتورع عن الظلم حتى في فترة المواسم الانتخابية، وأنه في الوقت نفسه نظام غبي حتى
وإن كانت هناك لقطات أخرى تؤكد بأنه نظام ماكر وخبير في مكائد الحكم.
هناك فرضية أخرى لا
يمكن استبعادها بشكل كامل، وتقول هذه الفرضية بأن هناك أياد خفية تتحرك باحترافية كبيرة
من داخل النظام وتعمل على إظهار الوجه الباطش للنظام القائم. ويبقى السؤال : ما
الهدف من وراء ذلك؟
حفظ الله
موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق