الأربعاء، 22 أغسطس 2018

إلى صندوق بريد الناخب (15/4)



سأحاول في كل يوم من أيام الحملة أن أبرق برسالة مختصرة جدا إلى الناخب الموريتاني، وستكون هذه هي الرسالة الرابعة التي سأضعها في صندوق بريد الناخب الموريتاني خلال موسمنا الانتخابي هذا.
اليوم سأستأنف هذه الرسائل بعد توقف قصير بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وسأخصص رسالة اليوم لترشيحات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولحملته الانتخابية وللتصويت لمرشحيه.

لعلكم تتذكرون بأنه قد قيل عند الإعلان عن "عملية  إصلاح الحزب" بأن المكانة في الحزب والترشيحات ستتحدد مستقبلا بالثقل داخل الحزب، أي بعدد المنتسبين، ولذلك فقد شاهدنا تنافسا شديدا في جلب المنتمين للحزب وغير المنتمين للتسجيل والانتساب إلى أن وصل العدد في النهاية إلى مليون ومائة ألف منتسب.
لم يتم تنظيم مؤتمر الحزب في السادس من أغسطس كما كان مبرمجا، ولم تتم ترشيحات الحزب وفق ما قيل سابقا، أي على أساس الثقل الانتخابي الذي من المفترض أن يمثله عدد المنتسبين. جاءت ترشيحات الحزب للبلديات والجهويات والنيابيات خارج التوقعات، فهي لم تحترم:
1 ـ الوزن الانتخابي الذي يمثله افتراضيا عدد الوحدات والأقسام التي تتبع للمترشح.
2 ـ المكانة القيادية ولا الهرمية داخل الحزب حيث غاب رئيس الحزب وأعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الوطني عن الترشيحات.
3 ـ لم يتم الدفع بالوزراء في الترشيحات، ولم يتم إبعادهم في الوقت نفسه عن العملية الانتخابية، فالوزراء هم الذين ينسقون ويقودون الآن الحملة الانتخابية للحزب.
لم يحترم في هذه الترشيحات الثقل الانتخابي، ولا الهرمية الحزبية، ولم يدفع بأعضاء الحكومة إلى الترشيحات كما يحدث في بعض البلدان، وكان ذلك يمكن أن يكون متفهما لو جيء بكفاءات أو بشخصيات مقبولة من داعمي النظام من خارج الحكومة ومن خارج المناصب القيادية بالحزب، ولكن الغريب في الأمر أنه قد جيء بمرشحين البعض منهم من فئة المغمورين، والبعض الآخر قد عُرف بسوء الأداء وبجذور "طائعية" أصيلة.
لقد جيء بترشيحات كانت هي الأسوأ، فأغلب المترشحين بلا ثقل شعبي وحزبي، وبلا كفاءة وبلا حضور في المشهد الوطني، وحتى في مجال التطبيل والتزلف، فلم يكونوا هم الأفضل، فلماذا تم اختيار هؤلاء؟ وعلى أي معيار تم اختيارهم؟
تلك أسئلة لا أملك لها إجابة، ولكن ما أستطيع قوله هنا هو أن لوائح ترشيحات الحزب الحاكم لم تكن لتتغير كثيرا عن شكلها الحالي لو أنه تم تكليف أشد الناس عداوة للنظام الحاكم باقتراح لائحة ترشيحات الحزب الحاكم.
لم تخضع ترشيحات الحزب الحاكم لأي منطق، وقد كانت سيئة جدا في مجملها مع استثناءات قليلة جدا، وربما يكون الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد أدرك في اللحظات الأخيرة خطورة الأمر فقرر ـ في مخالفة جديدة للدستور ـ  أن يفتتح الحملة بنفسه في العاصمة نواكشوط، وأن يواصلها من خلال تنظيم زيارات للولايات الداخلية.
المربك في الأمر هو أن الرئيس ولد عبد العزيز قد كرر خلال خطاباته في الحملة أن ترشيحات بقية أحزاب موالاته لا تمثله، بل إنه طالب بانسحاب المترشحين..فلماذا قرر الرئيس ولد عبد العزيز أن يربك موالاته كما أربك الحزب الحاكم بترشيحاته الغريبة؟
إن "الدعوة السامية" التي وجهها الرئيس محمد ولد عبد العزيز لسحب الترشيحات استغلها بعض المترشحين الذين لم تكن لهم أي حظوظ في النجاح، فانسحبوا تطبيلا لصاحب الدعوة، أما أغلب المرشحين الجادين فقد رفضوا الاستجابة لها.
فلماذا قرر الرئيس ولد عبد العزيز إضعاف حزبه بترشيحات لم تكن على المستوى؟ ولماذا قرر من بعد ذلك إرباك داعميه من خارج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؟
 يبدو أن هذه الرسالة قد تجاوزت المساحة المخصصة لها، ولذا فسأختمها مع الوعد بالعودة إلى هذا الموضوع في رسالة أخرى. ومن قبل أن اختم أذكر بأنه لا يجوز سحب الترشح بعد الحصول على الوصل النهائي، ومن يجمد ترشحه الآن يكون قد أساء إلى نفسه وإلى "قاعدته الشعبية"، وفي النهاية فإنه سيعلن عن النتائج النهائية مع الاحتفاظ بنتيجة مذلة لذلك المترشح المنسحب.  
وفقنا الله جميعا للتصويت للأكفأ وللأفضل..
حفظ الله موريتانيا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق