في يوم الأحد 23 مايو من العام 2016 أطلق رئيس الحزب الحاكم
من مدينة نواذيبو وصيته الشهيرة، والتي أوصى فيها الجماهير والأغلبية الداعمة بضرورة
التمسك بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، وقد قال رئيس الحزب الحاكم في وصيته تلك
"لا ترخوه بَيدِيكُمْ"، "لا ترخوه بَيدِيكُمْ"، "لا
ترخوه بَيدِيكُمْ"، وهو يقصد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قالها ثلاثا ولم يسكت.
جاءت هذه الوصية في
إطار سلسلة من الأنشطة التي نظمها الحزب الحاكم للتحضير للزيارة التي أداها الرئيس
محمد ولد عبد العزيز لمدينة نواذيبو في تلك الفترة. نفس التحضيرات سيتم تنظيمها في
هذه الأيام تمهيدا للزيارة التي من المتوقع أن يؤديها الرئيس محمد ولد عبد العزيز
لمدينة نواذيبو يوم الأحد القادم الموافق 23 إبريل 2017.
إحدى عشر شهرا تفصل
بين الزيارتين، في الأولى تحدث الرئيس عن الحوار وقال بأنه سينظم في موعده، أي بعد
ثلاثة أسابيع أو أربعة من خطاب النعمة التاريخي، وهو الشيء الذي لم يحصل، فقد تأخر
الحوار كثيرا، ولم يتم تنظيمه إلا في آخر يوم من شهر سبتمبر من العام 2016.
في الزيارة الثانية
سيتحدث الرئيس عن الاستفتاء، وربما يحدد موعدا لهذا الاستفتاء الذي سيبقى احتمال إلغائه
من الاحتمالات الواردة، فالنظام الذي عجز عن السيطرة على تصويت عدد محدود من
الشيوخ، فإنه سيكون أكثر عجزا عن السيطرة على تصويت شعب كامل على استفتاء غير
مقنع، ولن يساعد قطعا في حل المشاكل الملحة التي يعاني منها المواطن.
وفي انتظار ما سيقوله
الرئيس في زيارته المنتظرة، فإنه قد يكون من المهم أن نتوقف قليلا مع وصية رئيس
الحزب الحاكم، وهي الوصية التي يبدو أن صاحبها يمتلك نظرة استشرافية تستحق الإعجاب.
لقد أوصى رئيس الحزب
الحاكم منذ عام تقريبا الأغلبية الداعمة بضرورة التمسك بالرئيس ولد عبد العزيز،
وقد كرر المطالبة بالتمسك بالرئيس محمد ولد عبد العزيز لثلاث مرات، وكأنه بذلك كان
يرى ما سيحدث بعد أقل من عام : 33 شيخا يسقطون التعديلات الدستورية؛ شعراء وفنانون
يطلقون حملة واسعة ضد التعديلات الدستورية وضد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
فهل كان رئيس الحزب
الحاكم يستشعر قرب انفراط الخيط الناظم لانسجام الأغلبية الداعمة؟
الشيء المؤكد هو أن
رئيس الحزب الحاكم بحاجة اليوم وهو يحضر لزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمدينة
نواذيبو أن يعيد وصيته الشهيرة على مسامع الأغلبية الداعمة مرات ومرات وأن
يستحلفهم بالله بأن يستوصوا خيرا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز.
لقد بدأ خيط "الأغلبية
الداعمة" ينفرط، ولقد بدأ القوم يخرجون بالغدو والآصال، بالسر والعلانية، من
الموكب الداعم للرئيس، بل أن بعضهم قد بدأ يتوقع أن يتعطل الموكب حتى من قبل
الوصول إلى منتصف العام 2019.
حفظ الله
موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق