الأربعاء، 24 أغسطس 2016

وتمت تسمية شارع على أمير دولة الكويت

أشرف الوزير الأول مساء اليوم ( الثلاثاء الموافق 23 أغسطس 2016) على تدشين شارع بالعاصمة نواكشوط، وقد حمل هذا الشارع ـ والذي يربط بين مستشفى الصباح لأمراض القلب وشاطئ الصيادين التقليديين ـ اسم أمير دولة الكويت.
إن تسمية شارع في العاصمة نواكشوط باسم أمير دولة الكويت ليستوجب منا العودة قليلا إلى رسالة شكر كنا قد وجهناها إلى أمير دولة الكويت بمناسبة مشاركته في قمة نواكشوط، وقد تم تسليم هذه الرسالة للسفارة الكويتية في نواكشوط  في يوم 1 أغسطس 2016، وذلك بعد أن وقعها المئات من الموريتانيين من بينهم الموظف الحكومي، والأستاذ الجامعي، والطبيب، والمحامي، والمهندس، والكاتب، والشاعر، والصحفي، والتاجر، والطالب، والمدون، والمواطن العادي. وقد تعهد الموقعون على هذه الرسالة، وهو ما ذكروه في نص رسالتهم، بأنهم لن يدخروا أي جهد في سبيل تسمية شارع بالعاصمة نواكشوط على أمير دولة الكويت، وهو ما تم مساء هذا اليوم.

لقد تفاعل الكثير من الموريتانيين مع هذه الرسالة بشكل إيجابي، ولكن ذلك لا يعني بأنه لم تكن هناك تعليقات تساءل أصحابها ـ بحسن نية أو بسوئها ـ عن السبب الذي جعلنا في هذه المبادرة نخص أمير دولة الكويت بالشكر دون غيره من الأمراء والرؤساء الذين شاركوا في قمة نواكشوط.
في اعتقادي بأنه قد حان الوقت للرد على أصحاب تلك التعليقات ولتقديم أهم الأسباب التي جعلتنا في هذه المبادرة نخص أمير دولة الكويت دون غيره بالشكر. إن هناك أسبابا عديدة دفعتنا إلى ذلك، ولأن المقام لا يتسع لبسط وتعداد كل تلك الأسباب فسأكتفي هنا بذكر ثلاثة من تلك الأسباب:
1ـ إن هناك رسائل غير ودية تم توجيهها لموريتانيا (شعبا وحكومة) من طرف بعض الوزراء العرب، ولقد تم اختيار وقت حساس وحرج لتوجيه تلك الرسائل السلبية، ولقد كان أبلغ رد على تلك الرسائل غير الودية هو الرد الذي جاء من أمير دولة الكويت، والذي قرر أن يقطع إجازته، وأن يخالف نصائح أطبائه، وأن يسافر إلى العاصمة نواكشوط  ليبيت فيها ليلة من قبل انعقاد القمة. إن مبيت أمير دولة الكويت في العاصمة نواكشوط من قبل افتتاح القمة كان هو أبلغ رد على تلك الرسائل غير الودية التي جاءتنا من بعض الأشقاء، وإن ذلك الموقف النبيل من أمير دولة الكويت كان يستحق شكرا.
2 ـ إن علاقتنا بدولة الكويت الشقيقة، وعلى العكس من علاقاتنا ببقية الدول العربية الأخرى، كانت قد مرت  في مطلع التسعينيات بظروف خاصة، ولذلك فقد شكلت مشاركة أمير الكويت بنفسه في قمة نواكشوط خطوة هامة لإعادة هذه العلاقة إلى سابق عهدها، وكانت هذه الخطوة تستحق ردا رسميا وشعبيا، وفيما يخص الجانب الشعبي من ذلك الرد فقد حاولنا أن نعبر عنه من خلال تقديم رسالة شكر للأمير، ومن خلال مطالبة السلطات الرسمية في بلادنا بتسمية شارع في العاصمة نواكشوط باسم الأمير.
3 ـ من المعروف بأن دولة الكويت كانت من بين دول عربية قليلة جدا قدمت مساعدات سخية لبلادنا منذ استقلالنا وحتى اليوم، ومن المعروف أيضا بأن دولة الكويت لم تكن تريد أن تحقق مصالح وأغراضا من تلك المساعدات، فهي ليست من الدول المنشغلة بتشكيل أحلاف أو بتسويق إيديولوجيا. إن هذا الدعم السخي، والذي لم يكن مشروطا في أي يوم من الأيام ليستحق هو أيضا شكرا.
لا خلاف على أن كرم الضيافة يستوجب منا أن نشكر كل أولئك الرؤساء والأمراء الذين شاركوا في قمة نواكشوط، ولكن لا خلاف أيضا على أن أمير دولة الكويت كان يستحق علينا شكرا خاصا، وذلك لأن مشاركته في القمة تميزت عن غيرها من المشاركات بعدة ميزات ذكرتُ منها ثلاثا.
لقد وجهنا إلى أمير دولة الكويت رسالة شكر، ولقد طالبنا بتسمية شارع باسمه، لقد قمنا بكل ذلك في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية، وذلك لاعتقادنا بأهميته، وبأنه قد يساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعبين والدولتين الشقيقتين، ونحن على استعداد لأن نقوم بأي جهد في هذا المجال إذا ما تأكدنا بأن ذلك الجهد قد يساهم في تعزيز  العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين.
ذلك هو واجبنا وقد أديناه، ونحن لا نريد عليه جزاءً ولا شكورا.

حفظ الله الشعبين والدولتين..     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق