سأحكي لكم قصة صينية، مع شيء من التصرف.
تقول هذه القصة، بأن أبا مزق خريطة العالم تمزيقا شديدا، ثم ناول الخريطة الممزقة
لابنه الذي لم يتجاوز عامه الخامس وطلب منه إعادة تنظيم قطع الورقة الممزقة، حتى
تعود الخريطة إلى شكلها الأصلي.
وبعد أقل من خمس دقائق أعاد الطفل الصغير
خريطة العالم لأبيه كما كانت، وهو ما أذهل الجميع باستثناء الأب.
أتدرون كيف تمكن الطفل الصيني الصغير من إعادة خريطة العالم إلى شكلها الأصلي؟
أتدرون كيف تمكن الطفل الصيني الصغير من إعادة خريطة العالم إلى شكلها الأصلي؟
لقد استطاع هذا الطفل الصيني الصغير أن يعيد خريطة
العالم لشكلها الأصلي، لأنه اكتشف أن مقلوب الصفحة الذي رُسمت عليه خريطة
العالم كانت توجد به صورته الشخصية، والتي وضعها الأب لكي يقدم لابنه درسا
عميقا، لن يتعلمه في أي مكان.
لذلك فقد كان من السهل جدا على الطفل أن يعيد صورته الشخصية الممزقة إلى شكلها الأصلي، وهو ما انعكس ـ وبشكل تلقائي ـ على الوجه الآخر من الورقة، حيث عادت خارطة العالم، في الوجه الآخر، إلى شكلها الأصلي من قبل تمزيق الورقة.
من هذه القصة جاءت الحكمة الصينية التي تقول بأنه يكفي صلاح إنسان واحد لإصلاح العالم كله.
وإذا ما اختزلنا خريطة العالم في خريطة موريتانيا، فسيكون بإمكاننا أن نقول ـاعتمادا على الحكمة الصينية ـ بأنه بإمكان كل واحد منا أن يصلح من حال موريتانيا،إذا ما أصلح هو أولا من حاله.
فبإمكان كل طالب أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل أستاذ أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل طبيب أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل سياسي أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل مثقف أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل مواطن عادي ـ مثلي ومثلك ـ أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
مشكلتنا في هذا البلد ـ وهذه هي أم المشاكل لدينا ـ هي أن كل واحد منا يرفض أن يكون مواطنا صالحا من قبل أن يصلح حال كل الموريتانيين وبملايينهم الثلاثة أو الأربعة، أي أن يصلح حال الرئيس، والوزير، والسياسي، والمثقف، والطالب، والغني، والفقير، والشاب، والمشيب، والمرأة، والرجل، والمتسول، وعابر السبيل، والحي، والميت...
إن طريق التغيير المنشود، والذي نحلم به جميعا، يبدأ بسؤال محدد يتعين على كل واحد منا أن يجيب عليه.
أفلا يمكن لي أنا ـ مثلا ـ أن أقرر من الآن أن أكون مواطنا صالحا حتى ولو ظل المجتمع من حولي كله فاسدا؟ ألا يمكن لكَ أنتَ أن تتخذ مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن لكِ أنتِ أن تتخذين مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن له هو أن يتخذ مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن لها هي أن تتخذ مثل ذلك القرار؟
لذلك فقد كان من السهل جدا على الطفل أن يعيد صورته الشخصية الممزقة إلى شكلها الأصلي، وهو ما انعكس ـ وبشكل تلقائي ـ على الوجه الآخر من الورقة، حيث عادت خارطة العالم، في الوجه الآخر، إلى شكلها الأصلي من قبل تمزيق الورقة.
من هذه القصة جاءت الحكمة الصينية التي تقول بأنه يكفي صلاح إنسان واحد لإصلاح العالم كله.
وإذا ما اختزلنا خريطة العالم في خريطة موريتانيا، فسيكون بإمكاننا أن نقول ـاعتمادا على الحكمة الصينية ـ بأنه بإمكان كل واحد منا أن يصلح من حال موريتانيا،إذا ما أصلح هو أولا من حاله.
فبإمكان كل طالب أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل أستاذ أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل طبيب أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل سياسي أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل مثقف أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
وبإمكان كل مواطن عادي ـ مثلي ومثلك ـ أن يصلح من حال موريتانيا إذا ما أصلح هو من حاله..
مشكلتنا في هذا البلد ـ وهذه هي أم المشاكل لدينا ـ هي أن كل واحد منا يرفض أن يكون مواطنا صالحا من قبل أن يصلح حال كل الموريتانيين وبملايينهم الثلاثة أو الأربعة، أي أن يصلح حال الرئيس، والوزير، والسياسي، والمثقف، والطالب، والغني، والفقير، والشاب، والمشيب، والمرأة، والرجل، والمتسول، وعابر السبيل، والحي، والميت...
إن طريق التغيير المنشود، والذي نحلم به جميعا، يبدأ بسؤال محدد يتعين على كل واحد منا أن يجيب عليه.
أفلا يمكن لي أنا ـ مثلا ـ أن أقرر من الآن أن أكون مواطنا صالحا حتى ولو ظل المجتمع من حولي كله فاسدا؟ ألا يمكن لكَ أنتَ أن تتخذ مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن لكِ أنتِ أن تتخذين مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن له هو أن يتخذ مثل ذلك القرار؟ ألا يمكن لها هي أن تتخذ مثل ذلك القرار؟
بالتأكيد يمكن لنا جميعا أن نتخذ مثل ذلك القرار، ولو
اتخذناه لتمكنا من أن نصلح من حال موريتانيا، ولاستطعنا أن نصعد بها درجات كثيرة
في سلم التقدم والنماء، في أقل من خمس دقائق، عفوا في أقل من خمس سنوات.
قرر الآن، وإلا فعليك أن تعلم بأنك أنتَ ـ وأنتَ وحدك ـ هو من يعيق الإصلاح والتغيير في هذه البلاد المتعطشة للإصلاح والتغيير.
قرر الآن، وإلا فعليك أن تعلم بأنك أنتَ ـ وأنتَ وحدك ـ هو من يعيق الإصلاح والتغيير في هذه البلاد المتعطشة للإصلاح والتغيير.
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق