الاثنين، 3 ديسمبر 2012

ومات الطفل عبد الرحمن



عجزت موريتانيا برئيسها وبحكومتها وبرجال أعمالها وبعلمائها وبساستها وبمجتمعها المدني وبمواطنيها العاديين من أن تتكفل بعلاج طفل مريض...
مات الطفل عبد الرحمن بعد أن قصرنا جميعا في حقه، ورحل من بيننا دون أن نفعل من أجله شيئا..
كان بإمكان الرئيس ـ والذي كان يعاني من إصابة ألزمته البقاء في المستشفى لأربعين يوما ـ أن يتكفل بعلاج الطفل عبد الرحمن، ولكنه لم يفعل.
وكان بإمكان وزير الصحة أن يتكفل بعلاج الطفل عبد الرحمن بعد أن عرضت عليه حالته، ولكنه لم يفعل.
وكان بإمكان أحد رجال أعمالنا أن يتكفل بعلاج هذا الطفل، وذلك بعد النداءات التي تكررت من خلال المواقع الإخبارية ومن خلال الصفحات الشخصية، ولكن لا أحد منهم تكفل بعلاجه رغم كرمهم عندما يتعلق الأمر بالإنفاق في مجالات أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها تعد تبذيرا لا طائل من ورائه.
وكان بإمكان إحدى مؤسسات الاتصال أو شركات المعادن أن تتكفل بعلاجه.
وكان بإمكان أئمة المساجد أن يجمعوا له التبرعات من عند المصلين، وكان، وكان...
كان بإمكان كل واحد منا أن يفعل شيئا لعلاج الطفل عبد الرحمن، ولكننا جميعا ـ وباستثناء منظمة العطف والحنان وقلة قليلة جدا ـ لم نفعل شيئا من أجل إنقاذ حياة هذا الطفل المريض.
اللهم أغفر لي تقصيري في حق الطفل عبد الرحمن، ووفقني مستقبلا للوقوف مع كل مريض محتاج تقطعت به السبل، ولم يجد من يعينه...آمين.

هناك تعليق واحد: