استمعتُ إلى رسالة صوتية وجهها الرئيس بيرام إلى نشطاء حركة إيرا، وكنتُ أعتقد أنه سيدعوهم إلى وقف عبارات السب التي أكثروا من استخدامها في الفترة الأخيرة، فإذا بالعكس..
هناك متغيرات من المهم جدا أن تأخذها الحركة وأنصارها بعين الاعتبار:
1- أن الدعم الخارجي (المنظمات الدولية والدول الغربية) لم يعد كما كان، فأمريكا في عهد ترامب لم تعد معنية أصلا بشعارات حقوق الإنسان الخداعة التي كانت ترفعها في الماضي، ولا الضغط بها على بعض الأنظمة الحاكمة، والمنظمات الدولية لم تعد تمتلك أدنى ذرة مصداقية بعد الإبادة الوحشية التي تجري الآن والعالم يتفرج، والاتحاد الأوروبي يمر بلحظة ضعف وفقدان البوصلة.
وفرنسا يتراجع نفوذها بشكل سريع في المنطقة، وعلاقات موريتانيا حاليا بالغرب جيدة وكل الأنظمة الغربية تخطب ودها.
اختصارا لهذه الفقرة، فإنه على حركة إيرا أن لا تعول في أيامنا هذه على الغرب والمنظمات الدولية كما كانت تفعل سابقا. ورقة الضغط الدولي محترقة الآن؛
2- هناك مزاج شعبي بدأ يتغير، ولم يعد يقبل بهذه الازدواجية في التعامل مع الإساءات، فإذا كان تجاهل إساءات بعض نشطاء إيرا لبعض المكونات كان مقبولا في الماضي، فاليوم لم يعد مقبولا.
تصوروا مثلا أن النائب داوود ولد أحمد عيشه وصف شخصية من مكونة وطنية أو من شريحة غير شريحته بصرصار؟ لو فعلها لشنت عليه حملة عشواء، ولأصدرت بعض الأحزاب و"المنظمات الحقوقية" بيانات تنديد شديدة اللهجة، ولصنفته تلك المنظمات بأنه عنصري يجب أن ترفع عنه الحصانة ويعاقب بأقسى عقوبة؛
3- كان من المفترض بعد حصول الرئيس بيرام على الرتبة الثانية في عدة انتخابات رئاسية متتالية، أن ينتزع ثوب الشريحة، ويرتدي ثوبا وطنيا جامعا تجد فيه كل المكونات نفسها. لا يمكن لمن يبارك الإساءة لشرائح أو مكونات وطنية، أن يصل إلى الرئاسة؛
4 - من العنصرية كذلك اعتبار بعض المواطنين من الدرجة الثانية، وأنهم ليسوا أهلا لأن يعاقبوا عندما يخالفون القانون.
المساواة يجب أن تشمل الحقوق والعقوبة كذلك في حالة مخالفة القانون.
نعم للمساواة في الحقوق، ونعم للمساواة في المساءلة والعقوبة.
للاستماع إلى الرسالة الصوتية:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق