الجمعة، 31 يناير 2025

ما هو التصرف الأنسب؟ (تدوينة)


نادرا ما أسافر، وهذا الموضوع لا يهمني بشكل مباشر أو ملح، ولكنه قد يهم آخرين، وهو  يستحق في كل الأحوال نقاشا معمقا.

مشهد يتكرر في المطارات:

- هل أكملتَ وزن الأمتعة؟

- نعم

- إذا كان وزن امتعتك ناقصا فأرجو أن تسجل بعض أمتعتي على تذكرتك.

هذا طلب عادي عند الموريتانيين، وهو طلب بريئ، والامتعة هي أمتعة طبيعية ولا تشكل أي خطر في أغلب الأحوال، وبالتالي فالمطلوب هو أن تساعد مواطنا من بلدك في نقل أمتعته، حتى لا يتحمل كلفة مادية زائدة.  

ذاك هو الاحتمال شبه المؤكد، ولكن ذلك لا يعني إلغاء أي احتمال آخر، حتى ولو كان ضعيفا جدا، فمن الممكن أن يترتب على تسجيل أمتعة شخص آخر على اسمك مخاطر ما.

السؤال : هل الأنسب أن تقبل تسجيل أمتعة أي موريتاني لا تعرفه على اسمك في حالة طلب منك ذلك بسبب زيادة الوزن أم الأنسب أن ترفض الطلب حيطة وحذرا؟ 

ولأن الشيء بالشيء يذكر

في سنوات خلت، ومن قبل التحسينات التي حدثت في الوثائق المؤمنة، كنتَ عندما تمر بقصر العدل قد يصادفك شخص لا تعرفه، وبعد السلام يسألك :

- هل لديك بطاقة تعريف؟

- نعم

-أريدك أن تشهد لي على : زواج أو وفاة أو أي أمر آخر قد ترتبط به حقوق ما أو قد يتسبب في أضرار لأشخاص ما..

عندما ترفض الشهادة في هذه الحالة لشخص لا تعرفه، فإنه يغضب عليك، ويعتبرك من الذين "يمنعون الماعون".

هذان المثالان يطرحان سؤالا كبيرا يقول :

هل الأنسب أن نستمر في التعامل مع من لا نعرف من مواطني بلدنا بعفوية وطيبة وحسن نية، أم أنه علينا أن نأخذ بمتطلبات المدنية وتعقيداتها، فنأخذ حذرنا حتى لا نتورط في مشاكل كنا في غنى عنها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق