بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأمين العام لهيئة العلماء الموريتانيين،
أصحاب الفضيلة علماءنا الأجلاء، وأئمتنا الفضلاء، ودعاتنا الأخيار،
أسر وأقارب وزملاء ضحايا حوادث السير من العلماء والأئمة والدعاة،
إخوتي الأفاضل، أيها الجمع الكريم.
انطلقت حملة "معا للحد من حوادث السير" منذ ما يُقارب تسع سنوات، وتحديدا في يوم السابع من أغسطس من العام 2016، وكان الهدف من إطلاقها المساهمة في إنقاذ الأنفس من حرب الشوارع ومجازر الطرق التي كانت ـ وما تزال ـ تخلف في كل عام أعدادا كبيرة من الجرحى، ونفقد فيها أعزاء على قلوبنا تغمدهم الله بواسع رحمته.
وللحد من هذا النزيف في الأرواح عملت الحملة منذ انطلاقها على توعية السائقين والركاب في مختلف المحاور الطرقية، وقدمت المقترحات والعرائض المطلبية للقطاعات الحكومية المعنية، وسعت إلى خلق رأي عام وطني واعِ بخطورة حوادث السير، والتي أصبحت هي القاتل الأول في العالم للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 29 سنة، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية في العام 2018.
ومع أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث السير في بلادنا بالقياس إلى الوفيات الناتجة عن أسباب أخرى، إلا أنه يصعب اليوم ـ إن لم أقل يستحيل ـ أن تجد أسرة موريتانية إلا ولها ذكرياتها الأليمة وقصصها الحزينة مع حوادث السير، ومع ذلك فما تزال الجهود المبذولة رسميا وشعبيا دون المستوى المطلوب، حتى وإن كان قد حدث تحسن ملحوظ على المستويين الرسمي والشعبي خلال السنوات الأخيرة.
إننا في حملة معا للحد من حوادث السير، ومنذ أن انطلقنا في منتصف العام 2016، لم ندخر جهدا للفت الانتباه إلى الحصيلة الثقيلة التي نتكبدها في موريتانيا بسبب حوادث السير، ومواصلة لهذا الجهد يأتي برنامجنا التأبيني والتوعوي هذا، والذي نسعى من خلاله إلى إظهار حجم الكلفة البشرية التي يتكبدها كل قطاع على حدة، وذلك من خلال تنظيم يوم تأبيني خاص بضحايا كل قطاع، وقد بدأنا اليوم بقطاع الشؤون الإسلامية من خلال هذا التأبين لمجموعة من خيرة علمائنا وأئمتنا ودعاتنا.
ونحن إذ ننظم هذا اليوم التأبيني فإننا نسعى كذلك إلى إشراك العلماء والأئمة والدعاة في هذا الجهد التوعوي، إنقاذا للأنفس، ووفاء لذكرى هذه الكوكبة من المشايخ والعلماء الذين توفوا في حوادث سير أليمة، وإننا بهذه المناسبة نتوجه إلى علمائنا وأئمتنا ومشايخنا ودعاتنا بالمطالب التالية :
1 ـ تخصيص بعض خطب الجمعة لتبيان خطورة حوادث السير، وأهمية التوعية في مجال السلامة الطرقية؛
2 ـ تخصيص مساحة معتبرة خلال شهر رمضان القادم في السهرات الرمضانية للتوعية في مجال السلامة الطرقية؛
3 ـ منح وقت أكبر للسلامة الطرقية في الدروس والمواعظ وخطب الجمعة في المساجد التي تقع قرب محطات للنقل، والتي تشهد إقبالا معتبرا من طرف السائقين؛
4 ـ طرح موضوع مبلغ الدية والمطالبة بمراجعته، وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية، كلما وُجِدت فرصة لذلك.
وفي الأخير، فإننا في الحملة نؤكد أن جهودنا في مجال التوعية للحد من حوادث السير ستتواصل إن شاء الله، وأن هذه الأيام التأبينية والتوعوية ستشمل قطاعات أخرى، ونحن نخطط في الوقت الحالي ليكون اليوم التأبيني القادم لصالح المنتخبين، من نواب وعمد وشيوخ ورؤساء جهات، تذكيرا بالعديد من المنتخبين الذين فقدناهم في حوادث سير، وسعيا لإشراك المنتخبين بشكل أكبر في الجهود الرامية للحد من حوادث السير في بلادنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق