الأربعاء، 13 يوليو 2022

الفساد ليس خصما ضعيفا.. فلنحاربه معاً!(2)


سنخصص الحلقة الثانية من هذه السلسة للحديث عن ملامح الحملة الشعبية الكبرى لمحاربة الفساد، والتي نريدها أن تشكل أهم حراك شعبي منظم 
للتوعية حول خطورة الفساد، وكذلك للمساهمة الفعالة في الجهود الحكومية الرامية إلى محاربته.

إن أي مواجهة مع الفساد، حربا كانت أو انتفاضة، تستوجب من ضحايا الفساد أن يكونوا على الخطوط الأمامية في المواجهة، وأن لا ينتظروا أن تخاض حرب أو انتفاضة ضد الفساد بالوكالة عنهم.

صحيحٌ أن الكل معني بمحاربة الفساد، ولكن الصحيح أيضا أن المعني الأول هم ضحايا الفساد الذين يفعل فيهم الفساد أفاعيله، والحملة الشعبية الكبرى التي نحضر لإطلاقها ستتيح للضحايا أن يكونوا على الخطوط الأمامية في أي مواجهة مع الفساد.

لقد بينا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة أن تدخل الحملة الشعبية الكبرى لمحاربة الفساد سيكون في المجالات التالية :

1 ـ التوعية؛

2 ـ  المؤازرة الشعبية والإعلامية للحكومة عند فتحها لأي ملف فساد؛

3 ـ  تبيان مظاهر الخلل أو التقصير في العمل الحكومي وكشف ما يمكن كشفه من ملفات فساد؛

4 ـ العمل على تنفيذ توصيات الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الرشوة التي تم تحيينها مؤخرا.

فعلى سبيل المثال ففي المجال الأول والأخير، أي في مجال التوعية وتفعيل الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الرشوة، فإن الحملة الشعبية الكبرى لمحاربة الفساد ستبدأ أنشطتها التوعوية بحملة واسعة ضد الرشوة، والتي أصبحت ـ وللأسف الشديد ـ  تمارس بشكل عادي في العديد من الإدارات والمؤسسات العمومية.

سيكون شعار هذه الحملة هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي لعن فيه الراشي والمرتشي والرائش، وسيتم التذكير بهذا الحديث في أغلب المؤسسات والإدارات التي يمكن أن تشكل بؤرة للرشوة، وسيكون ذلك من خلال أنشطة توعوية ميدانية ترفع فيها اللافتات وتثبت فيها الملصقات وتستخدم فيها كل الوسائط التوعوية، على أن يتم التركيز على :

ـ مراكز وفروع شركتي الماء والكهرباء؛

ـ مراكز وفروع الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة؛

ـ مراكز وفروع إدارتي الضرائب والجمارك؛

ـ لجان الصفقات العمومية؛

ـ المراكز الصحية والمستشفيات..إلخ

ستبدأ هذه الحملة التوعوية الخاصة بالرشوة في العاصمة نواكشوط، على أن تمتد مستقبلا  حتى تشمل كل عواصم الولايات الداخلية، والتي سنعمل على أن نشكل فيها فروعا جهوية للحملة من قبل نهاية العام الجاري.

بخصوص الهيكلة فإن الحملة ستبدأ العمل من خلال عدة منسقيات قابلة للزيادة، وقد بدأت بالفعل بتشكيل بعض منسقياتها، وستكون هناك:

ـ منسقية الأئمة والدعاة؛

ـ منسقية شباب ضد الفساد؛

ـ منسقية مدونون ضد الفساد؛

ـ منسقية نساء ضد الفساد...إلخ.

وستسعى الحملة إلى أن تجعل من تخليدها لليوم العالمي لمحاربة الفساد (9 دجمبر 2022) بداية لانطلاق أنشطتها في كل عواصم ولاياتنا الداخلية.

 

حفظ الله موريتانيا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق