الخميس، 18 يونيو 2020

هذه حقيقة أمري (تدوينة)


لا أدري لِمَ يصر البعض على أنه لا يمكن لأي أحد في هذا البلد أن يكون صاحب رأي "مستقل"؟ شخصيا عندما أقرر أن أنتسب إلى أي حركة أيديولوجية، أو إلى أي حزب سياسي فإن ذلك لن يكون قطعا في الثلث الأخير من الليل، ولن أخفي ذلك الانتساب، بل إني سأجعله تاجا أضعه على رأسي، وسأجاهر به، وسأفتخر به، وسأدافع عنه، أينما حللتُ، وأينما نزلتُ.
فمن حسن حظي، أو من سوئه ـ إذا شئتم ـ هو أني صريح جدا في مثل هذه الأمور.


ثم إنه لا شيء يدعو المرء لإخفاء انتمائه الأيديولوجي أو السياسي في هذا البلد المؤدلج والمسيس، والذي لا يزال الكثير من أبنائه يفتخر بالايدولوجيات، ويعيش على تراثها، ويستحضر خصومات وصراعات رموزها وقادتها، تلك الصراعات التي دارت على أرض غير أرضنا، وفي زمن ليس بزماننا هذا، ومع ذلك لا زالت حاضرة، وكأنها دارت يوم أمس على بطحاء انبيكت لحواش أو الشامي إن كانت للشامي بطحاء.
وحقيقة أمري، أو على الأصح، هكذا أريدها، هي أني أحاول دائما أن آخذ من كل طيف سياسي أو إيديولوجي أحسن ما فيه، وأترك له ما أعتقد بأنه قد لا يكون مفيدا لي ولا لبلدي.
ومن هذا المنطلق فيمكن لهواة التصنيفات ولعشاق التخندقات أن يصنفونني، إذا كان لابد من تصنيفي:
قوميا متطرفا إذا ما تعلق الأمر بالدفاع عن اللغة العربية في هذا البلد.
إسلاميا متعصبا في حياتي الخاصة والعامة، وفي كل ما له علاقة بالقضايا الإسلامية.
يساريا متشددا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الفقراء والبسطاء من الناس.
وليبراليا "متنورا" إذا تعلق الأمر بالدفاع عن قيم الديمقراطية والحرية المقيدة طبعا بضوابط وبحدود الشرع.
ــــــ
من أرشيفي...هذا المنشور تم نشره في مثل هذا اليوم من العام 2013، وقد ذكرني به اليوم الفيسبوك مشكورا.
أذكر أني كتبتُ هذا المنشور لأرد على من كان يتهمني في ذلك الوقت بالانتماء سرا لحركة الإخوان المسلمين ولحزب تواصل...اليوم يحدث معي العكس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق