السبت، 24 فبراير 2018

العبوا غيرها! (تدوينة)

تابعتُ بعض الانتقادات لفكرة إعداد لائحة بأسماء بعض الشخصيات الإدارية والثقافية والإعلامية التي توفيت بسبب حوادث سير..وسمعتُ البعض يقول بأن في هذا تمييزا غير مقبول بين الضحايا: المشاهير منهم والبسطاء، وبأن من يقوم بإعداد هذه اللائحة يعتبر بقية القتلى من البسطاء مجرد أرقام لا أهمية لها.
هذه الملاحظات التي تكررت تستدعي تقديم الإيضاحات التالية:

1 ـ صاحب هذه الصفحة من فقراء هذه البلاد ويعيش تحت خط الفقر، ولا يمكن لأي كان أن يزايد عليه في حب البسطاء من الناس أو العمل من أجلهم، فالكتابة في الشأن العام قد جاءت أصلا من بعد تعهد لعجوز فقيرة في أمبود بأن أسمع أنينها للسلطات العليا في البلد، ولذلك فقد بدأت بكتابة رسائل مفتوحة ـ باسم الفقراء والبسطاء من الناس ـ وجهت لآخر أربعة رؤساء حكموا هذه البلاد.
2
ـ صاحب هذه الصفحة هو أول من ابتدع أوسمة شعبية خاصة بالبسطاء من الناس دون غيرهم من مشاهير المجتمع الذين تعود الناس على توشيحهم وتكريمهم...وفي هذا الإطار فقد وشحنا الشرطي الشيخ صار2010، ووشحنا عددا من الذين نجحوا في مسابقة للمدرسة الوطنية للإدارة في العام 2000 وظلموا ولم يسمح لهم بدخول هذه المدرسة إلا بعد عشر سنوات من الاحتجاج، ووشحنا أستاذا للرياضيات أقمنا له حفلا بهيجا في فندق موريسانتر وبحضور طلابه من 30 جيلا (1984 ـ 2015)..وحاولنا توشيح منت أكليب ولكن بعض أقاربها رفضوا ذلك. وكانت الشخصية الأكثر نخبوية التي وشحناها هي النائب المعلومة بنت بلال، وقد وشحناها لأنها تعبر عن صوت البسطاء من الناس في الجمعية الوطنية.
3
ـ فيما يخص إعداد لائحة بأسماء المشاهير الذين توفوا في حوادث سير فمثل هذا الأسلوب يجري في أكثر بقاع العالم احتراما للإنسان شهيرا كان أو بسيطا. ونحن قمنا به بعد أن شعرنا في الحملة بأن تعامل الإدارة والعلماء وأهل الثقافة والصحفيين مع هذا الموضوع لم يكن على المستوى، فأردنا بهذه اللائحة أن نقول لكل أولئك بأن حوادث السير لا تستهدف البسطاء لوحدهم، وإنما تقتل الوزراء والعلماء والفنانين والصحفيين وكل مشاهير المجتمع، ولذلك فالتوعية ضدها يجب أن تكون من مهام الجميع مشاهير وبسطاء، ويتأكد الأمر بالنسبة للمشاهير الذين هم أكثر تأثيرا في مجال التوعية والتحسيس.
4
ـ لقد كنا في الحملة نذهب إلى نقاط التفتيش خارج العاصمة، ونقوم بتوعية البسطاء من الناس الذين يقبلون بالركوب في سيارة مكشوفة تحمل حمولة زائدة، وهو الشيء الذي يعرض حياتهم للخطر مقابل خفض التذكرة بمبلغ زهيد..في تلك الأيام لم نجد أي دعم من كل هؤلاء الذين ينتصرون اليوم للبسطاء من الناس، والذين يقولون بأننا بإعداد هذه اللائحة أصبحنا نفرق بين الضحايا.
5
ـ يبقى أن أقول بأن الشخصية المثبطة هي تلك الشخصية التي لا تبادر، ولكنها تسارع دائما في تثبيط من يبادر..إننا في الحملة قررنا أن نتحرك ضد حوادث السير، والتي تقع بمعدل حادث سير كل ساعة وست دقائق، وجريح كل ثلاث ساعات، وقتيل كل 42 ساعة. لقد قررنا أن نتحرك ولن يوقفنا أي مثبط، وسيبقى إعداد هذه اللائحة واحدة من وسائلنا المتعددة والمتنوعة للتوعية ضد حوادث السير.
#معا_للحد_من_حوادث_السير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق