الاثنين، 2 أكتوبر 2017

عن انفصال كردستان عن العراق

لم أكن أرغب في التعليق على انفصال كردستان عن العراق، ولكن ما دام هذا الموضوع قد أخذ حيزا من النقاش في صفحات المدونين الموريتانيين، فلا بأس في هذه الحالة من تقديم رأيي الشخصي في هذا الموضوع، والذي يمكن تلخيصه
في النقاط التالية :
1 ـ إني ضد أي انفصال وأي تفكك يحدث في أي دولة عربية أو افريقية، أو مسلمة في أي قارة كانت، وإني من الذين يدعون إلى الاحتفاظ بالكيانات التي خلفها الاستعمار ...
فإذا كنا قد فشلنا في أن نسجل أي وحدة بين أي قطرين عربيين أو إفريقيين أو إسلاميين، فعلينا على الأقل أن نحتفظ بهذه الكيانات وهذه الحدود التي خلفها الاستعمار، حتى وإن كنا نعلم بأن هذه الحدود قد تم رسمها على ظلم كبير لهذا المكون أو ذاك، وذلك حتى تبقى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في كل حين.إن فتح المجال في مراجعة هذه الحدود وهذه الكيانات التي خلفها الاستعمار سيفتح باب شر سيكون من الصعب غلقه، ولن تسلم منه أية دولة.
2 ـ إني مع أي نضال جدي داخل هذه البلدان من أجل رفع الظلم عن أي مكون تم تهميشه في أي فترة من الفترات، وفي هذه الإطار فإنه من الواجب علينا جميعا الوقوف مع الأكراد حتى ينالوا حقوقهم كاملة غير منقوصة داخل الدولة العراقية، لا خارجها. ونفس الشيء يمكن أن نقوله عن الأكراد في تركيا وفي سوريا وفي إيران.
3 ـ في العراق لم يسلم أي مكون من الظلم، فالعرب تعرضوا هم أيضا لظلم كبير، فالشيعة العرب تعرضوا لظلم كبير في عهود ماضية، والسنة العرب يتعرضون اليوم لظلم كبير، فإذا كان كل مكون تعرض لظلم جاز له الانفصال، فسيتحول العراق إلى مجموعة دويلات طائفية وعرقية، وسيمتد هذا التفكك الطائفي والعرقي والمذهبي ليصل إلى بقية البلدان العربية والإفريقية، والتي من الصعب أن تخلو أي واحدة منها من ظلم تعرض له هذا المكون أو ذاك..
4 ـ عندما أقف مع تفكك هذه الدولة أو تلك، فإنه لن تبقى لي حجة أرد بها إن دعمت دول أخرى تفكك بلادي هذه، والتي لا شك بأنه توجد بها مظالم قد تعرض لها هذا المكون أو ذاك، في هذه الفترة أو تلك.
5 ـ أثبتت التجارب بأن التفكك والانفصال عن الدولة الأم لا يأتي بعدل ولا يجلب تنمية، ولكم في جنوب السودان خير مثال.
6 ـ من المؤشرات الدالة على أن انفصال إقليم كردستان لا خير فيه للأكراد ولا للعرب ولا للمسلمين، هو أن هذا الانفصال قد تم دعمه بشكل قوي من طرف العدو الصهيوني.
7 ـ إن المسألة تتعلق في مجملها بأنظمة استبدادية وظالمة، فإن استطعنا أن نقيم دولة عدل ومؤسسات، فإن كل المكونات ستجد حقوقها كاملة غير منقوصة داخل الدولة الأم، وإن فشلنا في ذلك، فسيبقى الظلم يهدد جميع المكونات، فإن سلمت منه هذه المكونة في هذا اليوم، فإنها لن تسلم منه غدا.
حفظ الله موريتانيا، وحفظ كل البلدان العربية والإفريقية من التفكك والانقسام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق