الاثنين، 28 يناير 2013

ثروة تحترق!!



 الماضي يحترق الآن في تمبكتو، والحاضر يسقط مغشيا عليه في القاهرة، والمستقبل لا يزال شاردا، ونحن لازلنا ـ وكما كنا دائما ـ نردد أغنيتنا الشهيرة : إننا نتعرض لمؤامرة، وليس لدينا ما نفعله سوى الصراخ بعد كل كارثة، والعويل عند كل فاجعة..."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 لقد تأكد حرق مكتبة "أحمد بابا" التي تضم أكثر من 20 ألف مخطوط،  ومع أن حجم الخسائر لم يتم تحديدها بشكل دقيق، ولم يعرف ـ حتى الآن  ـ إن كانت النيران قد وصلت إلى سراديب تحت الأرض في المكتبة حيث يوجد جزء هام من تلك المخطوطات أم أنها لم تصل إلى تلك السراديب.
المؤكد في كل الأحوال أن هناك ثروة لا تقدر بمال قد احترقت..
ومما يؤلم، ومما يدعو إلى القسوة على النفس، هو أن هذه المكتبة هي جزء من معهد تم تشييده بتمويل من جنوب إفريقيا، وهي دولة وإن كانت ذات أقلية مسلمة، إلا أنها ليست دولة إسلامية.
فلماذا غابت الدول الإسلامية عن مهمة الحفاظ على هذه الثروة الثمينة التي لا تقدر بمال؟
أتذكر الآن بأني كنت قد شاهدت في عام مضى فيلما وثائقيا في الجزيرة الوثائقية، وكان الفيلم يتحدث عن المخطوطات في تمبكتو،  ولا زلت أتذكر صورة شيخ كبير في السن كان يتحدث في الفيلم بألم وبمرارة، وذلك لأنه لم يجد أية دولة إسلامية ولا أي منظمة إسلامية تعينه على حفظ المخطوطات الموجود لديه.
هذا الشيخ لم يجد إلا منظمة أمريكية هي التي قبلت بأن تساعده للحفاظ على تلك الثروة النادرة، وربما تكون تلك المنظمة من تمويل يهودي.
ألا يستدعي منا هذا أن نقسو على أنفسنا خصوصا إذا ما صح ما يروج له الآن من أن عملية حرق مكتبة أخمد بابا كانت بفعل من يرفع راية الإسلام؟
أليس من المؤلم حقا أن نكون "نحن" هم من يشعل النار في تاريخنا وتراثنا، ذلك التاريخ والتراث الذي بخلنا عليها بدريهمات قليلة لحمايته فتبرع له الآخر من غير المسلمين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق