السبت، 23 أبريل 2011

من حقي أن أغضب..!!


في يوم "التصحيح" قال عسكريون بأعلى الرتب..
سنعاقب كل من لثروة الفقراء نهب..
وقالوا سنأتيكم بنصيبكم من العدالة غير منقوص وفي عُلَب.
وقالوا سنشيد سجونا للمفسدين من حديد وقصب..
وقالوا ويل للفقر سنهزمه هذه المرة.. ولن يهرب..
وقالوا سننظم منتديات للتعليم وسنُكون وسندرب..
وقالوا سنخرجكم من "مساكن الدجاج" فودِّعوا صفائح الخشب..
وقالوا لن يولد مولود بعد "التصحيح" إلا وفي فمه ملعقتان من ذهب..
وقالوا لن يموت مريض بدواء مزور أو مهرب..
وقالوا سندفع لكل عاطل حدا أدنى كمرتب..
وقالوا لدينا موارد تكفي ولسنا في حاجة لدعم من هب ودب..
وقالوا سنسكنكم في جنان لا صخب فيها ولا نصب..
وقالوا ثرنا من قبل ثورات الشباب إذ في تونس ومصر هب..
قالوا كلاما عجيبا..قالوه بصخب..
قالوا كلاما مثيرا ..ثم بعد عامين توقفت الخطب..
لم يعد لديهم ما يقولوه فقلنا نحن والإحباط من جباهنا يتصبب..
قلنا والجوع يكاد يدفننا في أرض باطنها من ذهب..
قلنا والبطالة تفتك بنا منذ عقود دون أن نعرف ما السبب..
قلنا ونحن الغرباء في وطن جعلوه أعراقا وشيعا و قبائل تتفاخر بالنسب..
قلنا وفي الجامعة صراعات ومشاهد من أرذل الحقب..
قلنا ونحن شباب شيب والظهر قد أثقلته الهموم فاحدودب..
قلنا لهم وقد سئمنا العيش في وطن بلا نخب..
تشابهت "إنجازاتكم" يا "قادتنا" وتطابقت الخطب..
وما عدنا نميز بين المُنْقَلِب منكم ومن نُصِّب..
فخلَفكم كسلفكم ومُنقلِبكم لا يختلف عن من اُنْتِخِب..
ومعارضوكم كمواليكم وقد تساوى لدينا من انهزم منكما ومن تغلب..
قلنا لهم نحن غاضبون عليكم جميعا ومن حقنا أن نغضب..
ولا يغرنكم يا "قادتنا" تصفيق بعضنا ففي تصفيقه شحنة غضب..
ولا تغرنكم ضحكاتنا ففي ضحكاتنا براكين غضب..
ولا يغرنكم عدم اكتراثنا فعدم اكتراثنا يمور خلفه زلزال غضب..
ولا تغرنكم طيبتنا فكم هو مخيف الطيب إذا غضب..
قلنا لهم غاضبون عليكم جميعا ومن حقنا أن نغضب..
واعلموا يا "قادتنا" بأنا قد هرمنا في انتظار لحظة غضب..
يدعو لها شباب لا للأغلبية ولا للمعارضة انتسب..
شباب لا يختزل الوطن في أعراق أو في "عشائر سياسية" تتناحر بلا سبب..
تصبحون على موعد مع الغضب...

هناك تعليق واحد: