الجمعة، 29 نوفمبر 2024

فرنسا لم تعد كما كانت!


و مازال في موريتانيا من يكلمك بلغة خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، فيحدثك عن فرنسا في العام 2024 بصفتها قوة عظمى اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، وأنها هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في إفريقيا الغربية!

وما زال في موريتانيا من يعبد صنم فرنسا ويقدس لغتها، ويقول لك بأننا في موريتانيا لا يمكن أن نستغني عن اللغة الفرنسية لأنها لغة علم ولغة انفتاح على العالم!

يا هذا استيقظ، فنومك قد طال، استيقظ من قبل فوات الأوان، فمن يدري فربما تجد نفسك بعد عقد أو عقدين من الزمن بحاجة إلى لغة أخرى غير الفرنسية لتتفاهم مع الفرنسيين في قلب العاصمة باريس.

مرة أخرى، أجدد القول بأنه لا مشكلة لي مع فرنسا ولغتها، فأهلا بعلاقات صداقة وشراكة مع فرنسا قائمة على احترام مبدأ السيادة الوطنية، لا هيمتة فيها ولا استعلاء، وأهلا باللغة الفرنسية بصفتها لغة أجنبية أولى في موريتانيا، وأقول لغة أجنبية، أي لا يحق لها أن تغتصب مكانة في الإدارة أو التعليم كان يجب أن تبقى خالصة للغتنا الرسمية ولغاتنا الوطنية.

على فرنسا أن تدرك بأنها لم تعد قوة عظمى تمتلك من القدرات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية ما يؤهلها للحفاظ على علاقات قائمة على الهيمتة والاستعلاء مع مستعمراتها القديمة.

وعليها أن تدرك كذلك أن لغتها لم تعد لغة علم وانفتاح على العالم بالدرجة التي تؤهلها لأن تأخذ مكانة أي لغة رسمية أخرى في أي بلد من بلدان العالم.

يكفي اللغة الفرنسية أن تصنف اليوم في موريتانيا أنها اللغة الأجنبية الأولى، وأن لا نجعل مكانها اللغة الانجليزية، فنعتبرها اللغة الأجنبية الأولى كما فعلت بلدان أخرى.

وما على فرنسا أن تدركه  هو أن استمرارها في محاولة انتزاع مكانة للغتها على حساب لغتنا الرسمية ولغاتنا الوطنية، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مواقف متشددة في غير صالحها، كالمطالبة بجعل اللغة الانجليزية هي اللغة الأجنبية الأولى في موريتانيا بدلا من اللغة الفرنسية، ومما لا شك فيه أن إبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية في موريتانيا سيجلب لنا مصالح أكثر، ولمن يشك في ذلك فيمكنه أن يسأل رواندا.

#معا_لتفعيل_المادة6



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق