بثت قناة الموريتانية مع مطلع العام الجديد برنامجا حواريا تحت عنوان " 2020 ـ 2021: الإنجازات، التحديات والتطلعات"، وقد جمع هذا البرنامج عددا من الوزراء مع عدد من السياسيين الذي يمثلون أهم الأحزاب السياسية في البلاد.
لقد كانت فكرة
البرنامج فكرة جديدة، فلأول مرة يجتمع عدد من الوزراء مع عدد من السياسيين من
الموالاة والمعارضة في برنامج مباشر بمناسبة نهاية عام وبداية عام آخر للحديث عن
الإنجازات والتحديات والتطلعات. نعم لقد كانت الفكرة فكرة جيدة، ولا شك أنها
ستساهم كثيرا في تسويق "الانفراج السياسي" الذي كان من أهم ملامح هذا
العهد. ومع ذلك فلابد من القول بأن "الانفراج السياسي" قد أخذ في السنة
المنتهية ما يستحق من التسويق الإعلامي، والتركيز كان يجب أن يخصص مع بداية العام
الجديد للبعد الاجتماعي والاهتمام بالفئات الهشة، والذي شكل هو أيضا ملمحا من
ملامح السنة الماضية، ولكنه لم يجد حظه من التسويق الإعلامي، بل على العكس من ذلك
فيمكن القول بأن النظام قد "ظُلم إعلاميا" في هذا الملف، وربما يعود ذلك
إلى ضعف أداء الإعلام الحكومي، وإلى غياب ذراع إعلامي للنظام قادر على التفاعل والتأثير في رأي عام أصبح أكثر
مشاكسة، بفعل الحضور القوي لمواقع التواصل الاجتماعي.
نعم لقد كانت فكرة
البرنامج فكرة جيدة، ولاشك أنها ستساهم في إظهار مستوى "الانفراج السياسي"
الذي عرفته البلاد في هذا العهد، ولكن ذلك لن يمنع من القول بأن "الانفراج
السياسي" قد وجدا حظا لا بأس به من التسويق الإعلامي، وأن الحاجة كانت أكبر لتسويق
التدخلات التي قيم بها لصالح الفئات الهشة، والتي لم تجد حظها من التسويق
الإعلامي، بل على العكس من ذلك فقد واجهت هذه التدخلات في بعض الأحيان حملات
إعلامية مضادة اعتمدت على "معلومات" ثبت فيما بعد عدم صحتها. ومهما يكن
أمر، وبغض النظر عن أهمية ترتيب الأولويات بخصوص الملفات التي كانت هي الأحوج إلى
تسويق إعلامي، فإن ما يمكن قوله هنا هو أن فكرة البرنامج كانت فكرة جيدة، ومن
المؤكد بأن محتوى الحلقة سيعزز من صورة "الانفراج السياسي" الذي طبع
الستة عشر شهرا التي مضت من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
نعم لقد كانت الفكرة فكرة
جيدة، ولكن نقطة الضعف الكبيرة كانت في إخراجها، فإخراجها لم يكن موفقا. فما معنى
أن تطلق الحكومة الحملات للتوعية ضد كورونا، وتُطالب المواطنين بالتباعد واحترام
المسافة الآمنة، وتعطل صلاة الجمعة خوفا من العدوى، ثم يظهر من بعد هذا كله عدد من
الوزراء والقادة السياسيين في مكان ضيق جدا لا تحترم فيه المسافة الآمنة.
لم يكن ظهور عدد من
الوزراء والقادة السياسيين بهذا الشكل موفقا، وقد كان يمكن تجنب هذا الخطأ
الإخراجي الفادح بتنظيم الحلقة في إحدى قاعات فنادق العاصمة التي تتيح قاعاتها
إمكانية احترام المسافة الآمنة، وبثها من هناك، ما دامت استوديوهات قناة الموريتانية
لا توجد بها قاعة توفر المسافة الآمنة في برنامج يستضيف عددا معتبرا من الضيوف.
حفظ الله موريتانيا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق